الشيخ أسامة الأزهري: الإخوان.. والكذب.. ونزول الوحي

الشيخ أسامة الأزهري: الإخوان.. والكذب.. ونزول الوحي

ضحكت كثيرا، خلال الأيام الماضية، وأنا أتابع الكذب الذي ينسبه الإخوان ومن انخدع بهم إلى شخصي، بتلفيق تعبيرات مكذوبة وصياغة قصص خيالية عن أنني أقول بنزول الوحي على السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي!!!! وقد نسى هؤلاء أن خطبة العيد مسجلة يمكن مشاهدتها والرجوع إليها عبر قناة اليوتيوب، وذهبوا يزعمون أنني قلت ما نصه: "مصر تتقدم بنور الوحي الذي يتنزل على المخلصين من أبنائها"، وبنوا على تلك الكذبة عناوين عريضة مضمونها أنني قلت بنزول الوحي بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم الله به نزول الوحي وختم به النبوة، فانطلقت شرارة الكذب من قناة إخوانية وسرعان ما تلقفتها الصفحات والمواقع التابعة والداعمة للإخوان.

وأقول: هذه العبارة التي ينسبونها إليّ غريبةٌ جدا، لم تجر على لساني ولم تخطر لي على بال، ولا تخطر على بال عاقل أصلا، لأنه لا وحي يتنزل بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولأنني لم أستخدم قط كلمة يتنزل ولا ينزل ولا نزول ولا غير ذلك أثناء الخطبة، والخطبة منشورة وسوف أعيد نشرها هنا داعيا الجميع للاستماع إليها، علما بأن العبارة التي قلتها نصا هي: "وبإذن الله تعالى سينحسر الإرهاب ويزول، وسيفكك فكره أمام أنوار الوحي التي تسري إلى البشرية كلها على يد الأمناء المخلصين من أبناء هذا الوطن"، وأنوار الوحي هي الفهم الصحيح للقرآن، والأبناء المخلصون هم العلماء الأمناء على الدين.

وما كنت أهوى الرد على مثل هذه الترهات، ولكنني أحببت أن أتحف المتابعين والقراء بهذا الفاصل الجديد من فصول التزوير، وكيف يقوم الإخوان بتصنيعه، ونشره، وترويجه، وإيهام الناس بأنه حقيقة، ثم تحليله، ثم بناء أحكام عليه، ثم التشنيع به على من يظهر انحرافهم.

والمتابع لسياق الخطبة يجد أنني استعملت كلمة الوحي سبع عشرة مرة، وواضح جدا لدي أي مستمع أنني أتحدث فيها عن القرآن الكريم، فاقتطع الإخوان موضعا واحدا منها، وأضافوا إليه من عندهم كلمة يتنزل التي لم أقلها قط، لأنه لا يتنزل وحي قط بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن أمثلة ذلك أنني قلت في أول الخطبة تماما: "ثم أما بعد، فقد خطر لي في شهر رمضان المعظم في أثناء تلاوة القرآن العظيم، أننا لو جمعنا من القرآن الكريم كل كلمةٍ فيها لفظ الجمال، أو لفظ الحُسن، أو لفظ الزينة، أو لفظ الإتقان، أو لفظ الإكمال، أو لفظ الإتمام، فأي مشهدٍ سيرتسم أمامنا من أنوار الوحي وجماله؟".

فأنوار الوحي هنا هي الفهم الصحيح للقرآن العظيم كما هو واضح.

وقلت أيضا في الخطبة ما نصه: "أيها السادة الكرام كان هذا نمطًا من تدبر الوحي لشهود معنى الجمال، وأن هذا الدين لا يمكن بحالٍ أن يولِّد إرهابًا، ولا قبحًا، فكيف بنا لو أننا جمعنا كل ما في الوحي من كلمة نور؟ وكيف بنا لو جمعنا كل ما في الوحي من كلمة هدى؟ وكيف بنا لو جمعنا كل ما في الوحي من كلمة رحمة؟ وكيف بنا لو جمعنا كل ما في الوحي من كلمة حياةٍ؟ وكيف بنا لو جمعنا كل ما في الوحي من كلمة إكرامٍ وتكريم، أو من كلمة علم، أو من كلمة فتح "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا"، أو من كلمة بصيرة "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي".

ومن الواضح هنا أن كلمة الوحي هي القرآن العظيم.

وبعد هذه العبارة التي أقترح فيها إحصاء كل كلمة علم وفتح ونور وبصيرة في الوحي الذي هو القرآن، حتى نقوم بإظهار أنوار الوحي والتي هي الفهم الصحيح للقرآن، جاءت العبارة التي حرفها الإخوان والتي قلت فيها نصا: "سينحسر الإرهاب ويزول، وسيفكك فكره أمام أنوار الوحي التي تسري إلى البشرية كلها على يد الأمناء المخلصين من أبناء هذا الوطن"، فأنوار الوحي هي الفهم الصحيح للقرآن، وسوف تسري للبشرية على يد الأمناء من أبناء هذا البلد والذين هم العلماء المخلصون، الذين يظهرون للناس قبح فهم الخوارج، ويستنبطون المعاني الصافية من القرآن الكريم، والتي تملأ عقول الناس وأسماعهم جمالا وهداية وبصيرة.