أحمد فردوس: هدف الكرة المغربية في شباك وزارة الشباب بدون رياضة

أحمد فردوس: هدف الكرة المغربية في شباك وزارة الشباب بدون رياضة

هدأ تسونامي العاطفة الجياشة لشعب الكرة المغربية، وترك وراءه سيول أمطار الفرح الغزيرة، التي شقت أنهار الجبال، وجداول شعاب الوطن العميق بقراه ومداشره، قبل أن تجتاح مدنه التي عاشت ليلة بيضاء على إيقاع النصر المبين والإنجازات العظيمة التي شقت عصا طاعة الحزن والألم والمعاناة والانتكاسات المتتالية.

من الوداد البيضاوي الذي أخرس بطريقته كل المتنطعين من معلقي مقابلات كرة القدم المصرية وبعض لاعبيها الذين لم يستسيغوا الهزيمة، وصولا إلى نخبة أسود الأطلس الذين قاتلوا داخل حلبة الفيلة دون رحمة ولا شفقة طيلة 92 دقيقة، للمرور إلى كأس العالم والنزول على أرضية الساحة الحمراء بروسيا، وكانت النتيجة مستحقة بكل مقاييس الدفاع عن القميص الوطني وراية المغرب.

السؤال الذي لم أجد له جوابا في سياق هذا الحدث الشعبي العارم، يتعلق بغياب الجهاز الوصي عن الرياضة، نعم غياب وزارة الشباب والرياضة عن هذا الإنجاز التاريخي دون أن تترك بصمتها في مسار انجازات الرياضة المغربية.

كيف يعقل أن يضرب وزير هذا القطاع عن الكلام المباح، في عز فرحة المغاربة؟ أمن المستساغ أن لا يكلف وزير الشباب والرياضة نفسه لتقديم بلاغ من توقيعه بخصوص هذه الانتصارات؟ لماذا لم يكلف نفسه عناء عقد ندوة صحفية لكشف إسهام الوزارة في هذا الانجاز؟ وهل ساهمت فعلا الوزارة في هذا المنعطف الذي يشكل نهضة رياضية مغربية؟ وما هي قيمة المساهمة المالية المقتطعة من ضرائب الشعب المغربي؟

لا أظن أن وزير الشباب والرياضة منخرط بمسؤولية وفق صلاحياته الوزارية ضمن الفريق الحكومي الذي يرأسه سعد الدين العثماني، ومبرري في هذا الطرح كون سيادة الوزير ضل متواري عن الأنظار، ولم يصدر أي بلاغ توضيحي بخصوص العديد من المشاكل التي تعرض لها الجمهور المغربي هناك، كضيف على إخواننا الإيفواريين (إقامة/ نقل/ تذاكر/ ولوج للملعب/ احتكاك/ استفزاز أمني....)، واكتفى بمقولة "كم حاجة قضيناها بتركها". والأمر من ذلك أن الوزارة لم تعط رأيها فيما يخص استفزاز و"طرد" رئيس الجامعة لقجع من مدرجات الملعب من طرف الإيفواريين، حسب شهادة أحد المغاربة الذي عاين الواقعة. ألم يكن يتطلب هذا السلوك إشارة تضامنية من طرف الوزارة الوصية؟

فعلا وزارة الشباب والرياضة كانت خارج السرب، ولم تول عنايتها لهذا الحدث الرياضي، ودليلنا في ذلك أن الملك لم يهاتف الوزير لتهنئته على "إنجاز القطاع الحكومي"، بل اختارت عنايته رئيس الجامعة ومدرب الفريق الوطني وبعض اللاعبين لتهنئتهم على مرورهم لمنافسات كأس العلم بديار الدب الروسي، كما هو حال تهنئة فريق وداد الأمة على فوزه الثمين.

فهل وصلت رسالتي لوزير يريد أن يوهم نفسه أنه مهتم بقطاع الطفولة والشباب، في الوقت الذي ترك الرياضة لحالها، رغم ما يضخ في صناديق الجامعة والأندية من مال عمومي وجب مراقبته ومساءلة القائمين على تدبيره في الشأن الرياضي؟