يونس التايب: الفشل الأولمبي يستوجب وقفة للتصحيح

يونس التايب: الفشل الأولمبي يستوجب وقفة للتصحيح يونس التايب
بعيدة هي تلك الفترة التي كنا نسهر فيها إلى ساعات متأخرة من الليل كي نشاهد رياضيينا، خاصة عدائينا في ألعاب القوى، و هم يتنافسون في الألعاب الأولمبية من أجل ميداليات ذهبية، و نحن متأكدين من أنها لن تضيع من رصيد المغرب من الميداليات. 
للأسف، ذلك الزمن ولى بشكل غير مفهوم و غير طبيعي و لا مبرر. و الأكيد أن ما نحن إزاءه اليوم من فشل ذريع للرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية بطوكيو، يستحق وقفة تصحيح صارمة. فالأمر محزن للغاية بالنسبة للجمهور الرياضي، و جد مؤسف بالنظر إلى رصيد الرأسمال البشري الرائع الذي يشكله شباب وطننا، و الذي تضيع طاقاته الرياضية بفعل سوء تدبير القطاع الرياضي و عدد من الجامعات الرياضية، بينما شبابنا قادرون على رفع التحديات و التفوق لو تمت مواكبتهم بشكل احترافي و جاد. 
بالتأكيد أن الفشل المسجل ليس مفاجئا، بل هو نتيجة منطقية لغياب سياسة عمومية ناجعة لتشجيع احترافية الرياضة المغربية بكل أنواعها، باستثناء ما نعرفه من نجاح نسبي مهم في مجال كرة القدم التي بذلت فيها مجهودات تدبيرية و مادية كبيرة. و لعل تلك السياسة العمومية التي ننشدها، أصبحت مطلوبة باستعجال في المجال الرياضي، و يجب أن تتأسس على قواعد رئيسية هي :
- منظومة حكامة احترافية، ترتكز على الشفافية في الاختيارات التدبيرية و التقنية؛
- تطوير البنيات و التجهيزات الرياضية؛
- تجديد نخب تدبير الجامعات الرياضية على أساس الكفاءة والنزاهة، و ربط المسؤولية بالمحاسبة.
و من المؤكد أن بإمكاننا، بل من واجبنا، أن نجعل من الرياضة قطاعا اقتصاديا قائما بذاته، يحقق الإدماج الاجتماعي للشباب، و يساهم بنسبة مهمة في الناتج الداخلي الخام و إنتاج الثروة. و لكن، يجب الاعتراف أن ذلك الأفق الذي نطمح إليه، لن يكون ممكنا إلا إذا أصبحت الرياضة المغربية محمية من الممارسات الفاسدة التي تعيق تطورها، و تم تحريرها من بعض العقليات، و من بعض "الأسماء"، التي لا تستطيع تغيير طريقة اشتغالها، و لن تتمكن من تحقيق التحديث المطلوب في القطاع الرياضي و عصرنة تدبير الجامعات الرياضية. 
رأيي أنه، إذا توفرت الإرادة السياسية، يمكننا تأهيل عدد من الجامعات الرياضية، و تطوير رياضات كثيرة مثال : كرة السلة / كرة الطائرة/ الريكبي/ الملاكمة/ التيكواندو/ كرة اليد / الكراطي/ السباحة ... إلخ، كما استطعنا بعقول مغربية واجتهادات مغربية، تسجيل تطور مشرف في تدبير الجامعة الملكية لكرة القدم، بشكل أفرز مكتسبات مهمة على مستوى التجهيزات والملاعب، و كذا على مستوى احترافية تدبير الأندية، و رفع المستوى التقني للبطولة كما تشهد على ذلك فعاليات رياضية دولية محترفة.
و في انتظار ذلك الأفق من التأهيل الذي أصبح مستعجلا، لتحقيق عدة أهداف، ستظل أسماء و صور أبطال مغاربة نحبهم و نفتخر بما صنعوه من أمجاد رياضية أولمبية للمغرب في السنوات الماضية، عالقة في ذاكرتنا الجماعية... في انتظار الأفضل، لأننا نؤمن أن المغرب كبير على العابثين.