البدالي :الانتخابات والعبث السياسي الذي يفرز الحموضة التي تقطع الأمعاء

البدالي :الانتخابات والعبث السياسي الذي يفرز الحموضة التي تقطع الأمعاء صافي الدين البدالي
 في الدول الديمقراطية التي تعيش الحياة الديمقراطية في جميع مناحي الحياة تجد بأن الممارسة السياسية تساهم في الحفاظ على المكتسب، وتجعل من المواطن هو مركز الاهتمام في كل ما يتعلق بشؤون البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمذهبية. وتجد هذه الدول تحسم في القضايا الاستراتيجية التي لها علاقة بدول المحيط الخارجي عبر الاستفتاء ليكون الشعب كله مسؤولا أمام القرار. لكن في بلدنا الحبيب  لا نجد من الممارسة السياسية إلا العبث السياسي والذي يتجلى في المظاهر التالية:
  أولا- لا تظهر الأحزاب السياسية في المغرب  إلا بمناسبة  الانتخابات بنفس الوجوه وبنفس الطقوس وبحركية  الترحال من حزب لآخر،   طلبا اللجوء الحزبي  كل عضو قذف به الزعيم لأن صلاحيته انتهت، فعليه أن يلجأ إلى حزب آخر لتقديم الطاعة والولاء المادي والمعنوي للزعيم الجديد، كي يضمن له الاستمرار في البرلمان أو في رئاسة  جماعة  ترابية ، لأن حياته وكل حياته أصبحت مرتبطة بالريع الانتخابي، والاغتناء  غير  المشروع. فلا تهمه المبادئ ولا المصلحة الوطنية، فيستقبل من طرف الزعيم الجديد بالمدح والتنويه على ما قدمه للناس من خدمات وهو يعلم بأنه متابع قضائيا في ملفات لها ارتباط بالفساد ونهب العام  والتزوير. وما  يزيد في صبي العبث السياسي هو خطاب اللاجئ الحزبي الذي  لا يتجاوز مدح الزعيم الجديد. هو مظهر من مظاهر الأمية السياسية وهبوط الأخلاق السياسية.
ثانيا - تعاطي الدولة مع هذه المظاهر وكأنها صحية!! في حين أنها مظاهر خطيرة  وهي السبب الرئيس في  نفور المواطنين والمواطنات من  الانتخابات شكلا ومضمونا. وهو موقف  دفع بالدولة إلى احتساب القاسم الانتخابي بالنسبة للمسجلين وليس بالنسبة للمصوتين، مما يخالف المبادئ الديمقراطية وقوانينها الانتخابية.
 ثالثا- موقف السلبي للدولة من العبث السياسي الذي أصبح عائقا أمام الأطر الشابة التي تمتلك الكفاءة العالية لتسيير وتدبير الشأن الهامش في أن تجد فرصة اللجوء إلى البرلمان أو التسيير الجماعي، لأن الديمقراطية لم بعد  لها شأن في البلاد حتى بات  الجو  يخلو  للمفسدين وناهبي المال العام والمهربين وأصحاب السوابق  العدلية والمتابعات القضائية.
 رابعا- من مظاهر العبث السياسي هو  انطلاق الحملات الانتخابية  قبل الأوان عن طريق الجمعيات الحزبية أو تحت ذريعة التواصل مع الساكنة أمام أعين السلطات  الحكومية التي لا تكون حازمة إلا في منع  الندوات أو التظاهرات للجمعيات التقدمية.
 إنه في آخر المطاف العبث السياسي الذي  أصبح يفرز الحموضة السياسية التي تقطع الأمعاء!!.
 
صافي الدين البدالي، فاعل سياسي، وحقوقي