الحسين بكار السباعي: المغرب والحرب السبريانية

الحسين بكار السباعي: المغرب والحرب السبريانية الحسين بكار السباعي
ستكون فاشلة تلك الاتهامات والادعاءات، التي تمس بسيادة بلد افريقي وعربي امازيغي وإسلامي شاءت الاقدار الالهية أن يكتوي كغيره من بلدان العالم بوباء العصر، كورونا، الذي لم يستثني المتقدمة منه وحتى النامية .
المغرب، الذي لا ينكر ماحققه من تميز إلا جاحد أو حاقد، أعطى درسا كبيرا حينما بدأ في تصدير معدات طبية لأروبا وأمريكا وافريقيا، التاريخ القريب يذكرنا جميعا بشكر وزير خارجية إيطاليا للدعم الذي اقترحه المغرب عليها، كل هذا سيجعل من دول القارة الإفريقية ومنها دولة تونس تجزم بالمكانة التضامنية للمغرب، لأن القاعدة توقفنا على أن التعاون الإقليمي في مواجهة المرض يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا.
هذا التعاون التضامني والانساني الذي أعاد رسم خارطة طريق المغرب الدبلوماسية وحزمه وإستباقيته مع كل من تجرأ على المس بثوابته الوطنية .
فالعالم اليوم يرسم استراتيجية تحالفات جديدة ونظام عالمي جديد، بعد كورونا، التي لا احد يتحكم في نتائجها المستقبلية وتأثيرها على المجالين الاجتماعي والاقتصادي قبل السياسي .
لن يكون سهلا على الكثير من الدول الانخراط في صناعة القرار العالمي المستقبلي، ولا ركوب قورب النجاة، وحتى من كانت تصنف بالصناعية في هذا العلم الجديد، فالنفط لن يبقى معيارا للقوة الاقتصادية، بل ستحل محله الطاقة النظيفة والبديلة، والدول التي لها مخزون فلاحي وزراعي هي من سيكون لها تحقيق الأمن الغذائي.
العالم سيكون أمام ازمة اقتصادية وهزة اجتماعية ستعيد من خلالها، دول المعمور، ترتيب الاولويات من خلال تحالفات جديدة ونظام عالمي جديد.
وفي خضم هذا السبق، ليس من الغريب أن تطل علينا بعض المنظمات المأجورة من حين لآخر لتضخ سم حقدها وتقود حربا بالوكالة على ثوابتنا الوطنية تحت درائع مختلفة، فحينا نتفاجأ بامنستي لتقلل من المنجزات الكبيرة والجبارة التي حققها المغرب بربوع ترابه الوطني بشماله ووسطه كما بصحرائه من أجل حماية والدفاع عن حقوق الاتسان. وحينا آخر بدعوى الاعتداء على حرية الرأي والتعبير، وكأنها تمتلك مقاسات يمكن تسويقها كما تسوق ماركات الموضة العالمية بشوارع كبريات مدننا .
غير ان هذه المرة تطل علينا أحد المنظمات، التي تدعي دفاعها عن الخصوصية و حماية المعطيات الشخصية من الاختراق، بتقارير إعلامية ومواد إخبارية صادرة عن منابر اعلامية أجنبية تابعة لأتلاف يسمى "بقصص ممنوعة" "forbidden stories"، هذه الاخيرة التي تجرأت على نسبة ادعاءات مزيفة ينقصها إقامة الدليل على مدى صحتها، خاصة انها اتارت زوبعة من الاتهامات التي عملت على نسبتها للسلطات العمومية وأقحمت من خلالها المؤسسات الدستورية الوطنية في قضايا تمس بالمصالح العليا للبلاد .
لن نغوص في بحر مفاهيم عالم التجسس ولا في تعاريف الجريمة السيبرانية ولا في تمحيص أكاذيب أرقام خيالية تفوق 10000 رقم هاتفي، ادعت من خلالها منظمة امنستي وفوربيدن، بأن المغرب تجسس عليها .
هناك أمر واحد ووحيد يجب اثارته قبل أي نقاش، ماهو سند اتهامات المنظمتين المذكورتين للمغرب وهل تمتلكان ولو بداية دليل اتهام واحد على مزاعهما ؟
نرى أن اطلاق الاتهامات أمر معروف ومعهود في أمنستي وفوربدن ، ولا يعدوا ان يكون سوى عمل مدفوع الثمن وضريبة لما حققه المغرب من استباقية أمنية يشهد بها العدو بمرارة المنهزم قبل الصديق المتعاون مالك ثقافة الاعتراف .
فما حققه المغرب من سبق دولي في محاربة الارهاب ومختلف انواع الجريمة المنظمة العابرة للحدود. وما قام به من تكثيف التعاون الأمني مع دول الجوار الإقليمي. المغرب قدم نفسه لأطراف دولية وإقليمية مختلفة، سواء في منطقة الساحل بإفريقيا أو دول الجوار في الشمال الإفريقي أو الشركاء المتوسطيين في أوروبا، باعتبارها حليفاً مهماً في محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية. وبدت المملكة المغربية مساحة استقرار في منطقة متصارعة، وهو ما عزز من مكانة جهازنا الاستخباراتي، لاسيما أنه قدم معلومات لأجهزة مناظرة له في عدد من الدول الغربية بل وعمل على التغلغل الاستخباراتي المغربي بالخارج الذي قادت عملياته المديرية العامة للدراسات والاستعلامات في أوساط الجاليات المغاربية في الخارج، والتي ارتبط بعض أفرادها بهجمات خطيرة في أوروبا.
وختاما، الفاشلون ممن يروجون الاوهام ويطلقون الاتهامات، لن يصنعوا الخبر اليقين ، مهما امتلكوا من ترسانة وقوة إعلامية ، لانهم بكل بساطة يفتقدون لمقومات النجاح ، وأولها مصداقية المعلومة و نزاهة مصدرها ، فمن الغباء الاعلامي ، في عهد سرعة تدفق المعلومة ، استبلاد المتلقي .
 
الحسين بكار السباعي، محامي، وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.