بنسعيد الركيبي: قراءة متواضعة فيما يجري..

بنسعيد الركيبي: قراءة متواضعة فيما يجري.. بنسعيد الركيبي
للحد من اكتساح الصين للاقتصاد العالمي كانت التهمة جاهزة..هي التجسس على الأنظمة والدول عن طريق تكنولوجيا الاتصال وعدم احترام حقوق الانسان..
لكن الوقائع على الأرض تفنذ ادعاءات الغرب إذ لم يثبت قط أن الصين دعمت انقلابا أو تدخلت في انتخابات دولة خصوصا تلك البعيدة عن حدودها...الصين تنأى بنفسها عن الخوض في المؤامرات على الأقل بشكل علني ولا تقحم نفسها في الصراعات وهو الأمر الذي خلق ويخلق لها متاعب استطاعت أن تتفادى تداعياتها بفضل برغماتيتها السياسية وثقة حكامها في امكانياتهم واختلاف نظرتهم للعالم..
لذلك يثق الحكام الأفارقة في الصين ويفتحون لها ابوابها للاستثمار وهم متأكدون من أن الصينيين سيستثمرون ويتركون لهم كراسي الحكم..عكس الغرب الذي يأكل الحب والتبن ويتآمر لإسقاطهم ومحاكمتهم في بلدانهم أو تقديمهم امام المحكمة الجنائية الدولية..
والمؤامرة التي يتعرض لها المغرب لن تحيد عن هذا المسار ولن تخرج عن هذا السياق الذي يبدأ بضرب الثقة فيه كبلد وثق فيه الليبيون وقصدوه لحل خلافاتهم المستعصية يوم كانوا على شفير حرب قاصمة..وقبلهم الماليون ..وهي الثقة نفسها التي دفعت بحماس أن تبعث بابرز قياديها للتأكيد على ثقتهم في المغرب كوسيط بينهم وبين السلطة الوطنية من جهة واسرائيل من جهة أخرى محبطا بذلك توقعات من راهنوا على موقف متطرف من حماس قد يصل الى حد الاعتراف بجمهورية الخيام وعاصمتها تيندوف..
لقد رفع المغرب شعار"رابح..رابح" عنوانا لعلاقاته الافريقية واستطاع أن يكون مقنعا في نوع الشراكة التي يقترحها المبنية على اقتسام الارباح وهو الأمر الذي لن تقبله دول اعتادت نهب ثروات القارة ومحاصرة انظمتها الفقيرة بالديون المتراكمة...عندها يصبح المغرب هو العدو الذي ينبغي التخلص منه .. والحل هو اللجوء إلى السيناريو ضرب الصين.."التجسس وحقوق الإنسان" وتجييش طوابير الخلايا البرقوقية النائمة ..
والحكام الأفارقة آجيهوم حتى للتجسس وسطوب..لانهم مستعدون لتجويع شعوبهم واغلاق حدودهم والتنكيل بمعارضيهم من الأجل البقاء في كراسيهم..
إذن المغرب الذي يكون بهذا المعنى قد تجسس على قائد جنيرالات الجزائر وعلى الرئيس الفرنسي لا بد أنه تجسس عليهم في غرف نوهمهم وهو بذلك قادر على مساومتهم مستقبلا إذا ما رفضوا الانصياع له عندما يطلب منهم تصريف مواقفه أو الخضوع لإرادته من قبيل منحه المزيد من الامتيازات. ولقد سبق للصحافة الفرنسية أن نعتت محمد السادس بملك المغرب والغابون لما كان الرئيس الغابوني يعالج من جلطة في احد مستشفيات الرباط..
 
الفاعل المدني، بنسعيد الركيبي