مشهد هوليودي ذلك الذي عكس سيناريو فيلم مافيا القتل والتصفية الجسدية ببرودة دم بعد غروب الشمس مراكش البهية مساء الخميس الأسود، مباشرة بعد آذان صلاة العشاء، حيث أرخى الليل سدوله على نخيلها الباسق، بمنطقة كيليز الهادئة والمستقرة والآمنة، لقطة سينمائية قام ببتها التخريبي مخرجها المعلوم. بعد أن وفرت لها أياد الغدر التي فتكت بالأبرياء الجالسين على كراسي الأمن والطمأنينة، وسخر لها آليات ومعدات القنص أمام الملأ بدعم من مركز تفريخ أيادي تبييض الأموال وترويج المخدرات والممنوعات والمتاجرة في أرواح البشر.
" الموس " الذي وصف بالثراء الفاحش، حسب تقارير إعلامية من خارج المغرب أكدت كذلك أنه شخصية مافيوزية، له سوابق عدلية وملفات قضائية تتهمه " بالقتل " سنة 2014 في إطار تصفية حسابات بين عصابات المخدرات وتبييض الأموال، وقضى عقوبة حبسية بعد إدانته من طرف القضاء الهولندي، وعاد لمغرب الأمن والاستقرار ليستثمر في إقامة الملاهي الليلية والمقاهي الفاخرة بطنجة ومراكش، وكأنه لبى نداء " عفا الله عما سلف " لرئيس حكومتنا المغفل.
قال لي أحد العاملين بفنادق مراكش، بأنه كان يسمع عن مقهى " لاكريم " موقع جريمة "الإغتيال " الذي اغتيل بداخله المسمى قيد حياته الطالب " حمزة شعيب " ابن أحد رجال القضاء. بأن مكتب تدبير وتسيير أمور ذات المقهى محصن بزجاج مقاوم للطلقات النارية.
انطلاقا من هذا المعطى يتأكد أن " الموس " محور القضية التي حيرت الرأي العام الوطني والدولي منذ أن حل بالمغرب. كان مستهدفا من قبل عناصر إجرامية تود رد الصاع الذي تلقته بمقتل " مغربي " زعيم إحدى العصابات بإسبانيا . وكان يحتاط من أصغر تفاصيل تحركاته. نظرا لتاريخه الأسود في علاقة متوترة مع عصابات ترويج المخدرات وغسل الأموال التي يخطط لها العقل الإجرامي وشبكته الدولية.
من المؤكد أن هذه العملية كشفت عن ملف خطير يرتبط بتغلغل مافيا غسيل الأموال وترويج المخدرات القوية بأهم مدننا السياحية ( مراكش / طنجة .... ) ووجدت من يحمي مستقرها واستثماراتها هنا وهناك، وضمنت تمددها ونموها الأخطبوطي بشكل عاد دون مراقبة ومساءلة وعقاب، رغم المجهودات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية المختصة في تضييق الخناق عليها، و تفكيك عناصر شبكتها التي تود أن تجعل الوطن ممرا آمنا لعبور "إجرامها العالمي" سواء في البحر أو البر أو الجو.
الأجهزة الأمنية المغربية يحسب لها وبشهادة العالم، أنها تستبق كل العمليات الإرهابية وتفكيك الخلايا، ومحاربة كل أشكال جريمة ترويج المخدرات والأقراص المهلوسة، ولقيت تأييدا كبيرا من طرف كل المغاربة، بعدما جعلت من المغرب أرض السلام والسلم والتعايش، وحققت الأمن والاستقرار، لكن بالمقابل تم استغلال هذا المكسب من طرف عصابات ألفت مراكمة الثروة، ، منهم الأجنبي والمغربي الحامل لجنسية أخرى. واستغلوا طيبوبة المغاربة واستغفلوهم في عقر دارهم.
إن عقدة الأجنبي أو المهاجر، الذي نرى فيه الشخصية المتحضرة و القدوة، والسائح الأجنبي المثالي والنزيه العاشق لأرض المغرب، يجب أن نضع لها حدا اليوم، وأن يمتثل مثل أيها الناس لقوانين البلد، وأن نضعه تحت المجهر، في إطار الحقوق والواجبات، (هذاك راه أوروبي عانداك تقلقوه... سبقوه هو الأول) لكي لا يستغل أمن بلدنا واستقراره ونعرض وطننا لهزات " جرامية" نعتقد أننا نوفر لها شروط التخريب بأيدينا.
ألم تسفر الأبحاث والتحریات المتواصلة التي تجریھا المصلحة الولائیة للشرطة القضائیة بمراكش والفرقة الوطنیة للشرطة القضائیة، بتنسیق مع مصالح المدیریة العامة لمراقبة التراب الوطني، تحت إشراف النیابة العامة المختصة، في قضیة القتل العمد باستخدام السلاح الناري، عن توقیف مواطنین ھولندیین، أحدهما ینحدر من جمھوریة الدومینكان والثاني من جمھوریة سورینام، وذلك للاشتباه في ضلوعهما في التنفيذ المادي لجریمة القتل العمد ومحاولة القتل التي استھدفت ثلاثة ضحایا بمقھى بالحي الشتوي بمراكش.؟
أكيد هناك تربصات بالمغرب، وعيون تقتنص الفرص المرعبة للانقضاض على أمننا واستقرارنا. ومن المؤكد أن أجهزتنا الأمنية يقظة وحدرة، لكن نحن مدعوون اليوم إلى القيام بثورة أمنية أخرى قوامها استنفار الضمير الوطني، لا تستثني أحد، طبعا طبقا للقانون واحترام المساطر، وتوفير سبل المراقبة والتتبع والتمشيط وإعادة ترتيب الحسابات "ميات تخميمة وتخميمة ولا ضربة بالمقص". وتعزيز التواجد الأمني برا وبحرا وجوا، وحماية مجالنا البحري الممتد على آلاف الكيلومترات.
مراكش الحمراء، لن تسلم رجالاتها لعصابات الجريمة المنظمة، وسيبقى جامع لفنا فضاء ومدرسة للتراث الإنساني، وجامع مفاتيح التسامح والتعايش والأمن والأمان، وسنردد مع فنان الشعب حميد الزهير "الليلة ليلة لخميس الفرحة عندي في دارنا".