إن المسؤولية في الزمن الصعب وفي ظروف الأوبئة تتطلب أولا العناية البالغة بالبعد الروحي والخلقي للناس، وتجديد تعريفهم على الخالق، وتقريبهم من مقتضيات الدين الحق، وتوسيع دائرة اشتغال المساجد والمؤسسات العلمية والمحاضن التربوية والدعوية، حتى تقوى العزائم، وتستقيم أحوال الخلق، ويرتفع منسوب اليقين في النفوس، لتتملك دعامات التحمل والتجلد والصبر.
إن كل تجاهل لهذه المعاني يمثل خطرا شديدا على المجتمع وأفراده عاجلا غير آجل، ويوشك أن يمهد لفتن عظيمة، لا تعالج بالمال ولا بغيره.
لقد عشنا خلال هذه الجائحة رفعها الله تعالى عنا وعن البشرية، نوعا من التشدد غير المقبول في تدبير شؤون المساجد باستمرار التضييق على روادها رغم جميل تعاونهم، وتعطيل دروس الإرشاد، ومنع صلاة التراويح جماعة، والتخلي عن تقديم البرامج العلمية على بِدائِتها وعدم تنافسيتها، وإغلاق كتاتيب القرآن ومراكزه حتى المتوفرة منها على شروط الوقاية، وأخيرا نصدم بإلغاء إقامة شعيرة صلاة العيد بمسوغات مغرقة في التناقض، في ظل السماح لمظاهر الحياة العامة كافة دون تحفظ.
فاللهَ اللهَ أيها المسؤولون فيما تقررون، والحذرَ الحذرَ من الرسائل السلبية التي تبثونها للناس، والتي قد يتعذر تداركها وإصلاح آثارها.. وليس أقلها الإيحاء بيُسر تعطيل شعائر الدين، وجعل حقوق الله تعالى أهون الحقوق، بل أدناها في سلم الأولويات لدى المجتمع، وخاصة الناشئة المفتقرة بل المحرومة من أوعية التربية والتوجيه، وميادين تعليم الدين الصحيح، وهي المهددة في أسس معتقدها بالتنصير والإلحاد..