رجوعا لحكمة بيت الزجاج والرمي بالحجارة، لا استغرب للخطوة التي قام بها السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة الذي وجه مذكرة للرئاسة الاذريبيجانية في اطار حركة عدم الانحياز من خلالها تطرق لحق الشعب القبايلي في تقرير مصيره، بقدر ما استغرب لموقف ممثل الجزائر وزير خارجيتها الجديد وسليل نظام بوتفليقة السابق الذي خانه منطق الحكمة والتبصر بافحامه للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في غير سياقه وزمكانه، اذ لم يكن موضوع الصحراء مدرجا اصلا ضمن جدول اعمال اجتماع حركة عدم الانحياز والذي ركز بالاساس على الجهود المتعددة الاطراف لمواجهة التحديات العالمية لعالم ما بعد كورونا وانعكاساتها الحالية وكيفية تجاوز العقبات.
ممثل الجزائر ارتكب خطأ جسيما وضرب في العمق كل الاعراف الدبلوماسية واللباقة والمبادئ الناظمة للعلاقات الدولية، بدءا بعدم احترام جدول الاعمال لموضوع الاجتماع مرورا بطعن دولة جار تنأى بنفسها عن معارك هامشية ومنخرطة بالمقابل في معركة التنمية سعيا للانضمام لنادي الدول الصاعدة ، مرورا بمحاولة تمرير مغالطات واهية لم تقدر منطق التاريخ والجغرافيا والرهانات الكبرى الحالية. وزير خارجية الجزائر غاب عنه في لحظة اندفاع ساذج ان مبدأ تقرير المصير هو في الاصل محصور في حالتين: حالة الشعوب الخاضعة للاستعمار، والثانية هي حالة الاضطهاد والتمييز العنصري ااممنهج، والغريب ان شروط تطبيق الحالتين ينطبقان تماما على حالة الشعب القبايلي في معاناته من نظام الحزب الوحيد نظام العسكر، ولا تنطبق على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. الديبلوماسية المغربية بات يُضرب لها الف حساب وخرجاتها جد دقيقة والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بات الحل الوحيد الاوحد والمعادلة الاكثر واقعية وجدية وتلك الدعوات اليائسة لفرض تقرير المصير باتت اسطوانة مشروخة.