دوار زاوية سيدي علي بين مطرقة الفقر والإهمال وسندان سكوت المسؤولين بالاقليم

دوار زاوية سيدي علي بين مطرقة الفقر والإهمال وسندان سكوت المسؤولين بالاقليم

"هادشي علاش كنا و مازلنا كنطالبو بسيارة إسعاف و تجهيز المستوصف". هذا ما قاله ساكنة دوار زاوية سيدي علي بن النويتي جماعة اولاد الشرقي قيادة أهل الغابة اقليم قلعة السراغنة في حادثة يوم الجمعة 27 أكتوبر الجاري المتمثلة في انقلاب عربة مجرورة  تحمل نساء و أطفال من دوار "القراقرة" و إصابة إحدى النساء ورضيعها إصابة بليغة على مستوى الرأس إضافة إلى إصابتهن متفاوتة الخطورة...

وقع الحادث إثر انقلاب عربة في منحدر قرب مستوصف الزاوية. وحسب تصريح فاعل جمعوي، فإنهم أجروا اتصالا هاتفيا مع  سائق سيارة الإسعاف المرابطة في الجماعة التي تبعد عن مكان الحادث ب40 كيلومترا حيث تواصلت النداءات بالإسعاف أكثر من ساعتين علما أن  ممرض مستوصف الزاوية لم يقدم أي إسعافات أولية بحكم كون المركز الصحي قريب من مكان وقوع الحادث علما أن المركز خالي من أي معدات اللهم الفاصمة والدواء الحمر..... !!!

للعلم ان دوار زاوية سيدي علي بن النويتي يعيش على واقع مرير عنوانه الإقصاء والتهميش الذي يضرب بجذوره في مجموعة من المجالات سواء الإجتماعية أو الرياضية أو الصحية وغيرها من المجالات الأخرى، الشيء  الذي عجل برحيل عدد  مهم من  سكان المنطقة في السنوات الأخيرة نحو المدن للبحث عن سبل عيش أفضل، و السبب في ذلك حسب تصريح الساكنة أن الإقصاء و التهميش و الظلم التي تنهجها جماعة أولاد الشرقي في حقهم لخير دليل لهده السياسة الممنهجة، المجال الصحي الدي يعرف خصاصا مهولا بالمنطقة  فالمركز الصحي تستفيد من خدماته الجد متردية أزيد من ست دواوير، لكونه يفتقر لأبسط التجهيزات لا دار الولادة لا إسعافات أولية لا أدوية لا كهرباء ولا ماء... فقط تنحصر خدماته في توزيع حبوب منع الحمل، اللهم بناية شامخة طالها الإهمال واعتراها النسيان من طرف المسؤولين و ممرض أحدهم يحضر ساعتين في الأسبوع، الأمر الذي سيهدد الاستقرار الاجتماعي بالمنطقة وسيعمق جراحات السكان أكثر فأكثر.

  فالجماعة كانت تتوفر على سيارة إسعاف واحدة  صغيرة الحجم من نوع "كونغو" تفتقر لأبسط التجهيزات، إذ كان يستفيد من خدماتها جميع الدواوير التابعة للجماعة الذي يفوق عددها الستة عشر دوارا(دواوير أولاد الشرقي و الواد) أما من يريد الحصول على خدماتها حسب تصريح السكان فعليه أن يؤدي مبلغ 200 درهم للسائق يقولون أنها ثمن فاتورة الكازوال، ففي حالة مرض أو إصابة شخص من ساكنة الدوار على أهله أن يتصلوا بعضو  المجلس القروي لكي يتصل بسائق الإسعاف الذي يقطن بأحد دواوير أولاد الشرقي "خاصو إقطع ما يقارب 40 كلم تقريبا عاد إوصل عندا المريض المتواجد في دوار من دواوير الواد باش إديه لمدينة قلعة السراغنة 50 كلم  فالمريض المتواجد مثلا في دوار الزاوية عليه الإنتظار ما يقارب الساعتين عاد ساعة للمدينة هيا 3 سوايع" هذا إذا لم تباغته الموت.

و لكن عندما اقتنت الجماعة سيارة إسعاف ثانية جديدة أحسن من الأولى  ظن الكل بأن سيارة الإسعاف القديمة ستخصص لساكنة دواوير الواد و تبقى قريبة منهم و لكن هذا لم يحصل إلا في خيال ساكنة دواوير الواد المغلوب على أمرهم و كيف العادة الجماعة  لكي  تسكت الناس قالت ليهم أن  سيارة الإسعاف القديمة سنخصصها لنقل الموتى، يقولون  أنها  تستغل في أمور شخصية... و تستمر حليمة على عادتها القديمة...و نشوفو الناس لي مراض أما اللي مات الله يرحمو... واقع مأساوي لم تغيره الأصوات المبحوحة ولا صرخات الأهالي المجروحة الذين لاينشدون سوى العيش الكريم في القرن الحادي والعشرين...فهل ستتدخل الجهات المعنية  من اجل تحسين الخدمات والرفع من جودتها أم أن دوام الحال من المحال؟؟

 متابعة: الحسن لهمك