إنه عبد الإله بنكيران، الشخص الذي ساقه القدر ليكمل ملء ما بقي في الركن الفارغ من اهتمامات المتابعين المغاربة. ليس جراء إنجازات تاريخية، ولكن استنادا إلى انفلالاتات لم يسبقها إليه أحد من السياسيين لتبقى "مارك ديبوزي" له، والتي يضيق المجال لسردها من منطلق ما تحتاجه من كتابات وكتابات. لكن، وبحكم مستجدات أواخر تلك الإبداعات، يحق ولو نسبيا التوقف على المراوغة التي أتقنها لانتزاع الترشح إلى ولاية ثالثة على رأس حزب العدالة والتنمية.
وبالرغم من أن الكثير قيل قبل نيله هذه الورقة من أصوات التشكيك، فقد كانت كل المؤشرات توحي بتمكنه منها وإن أجبره التمسك بالزعامة على إطفاء "المصباح" من أصله. لذلك، كان في الموعد بمعية ما جيشه من فيالق تنتظر فقط وضع الأصبع على الزناد، لم يذخر معها حيلة ولا خدعة إلا ووظفها حتى يظل الرجل "البيجيدي" الأول في انتظار المعركة المرتقبة خلال المقبل من مؤتمرات الحزب.
وطبعا، لم يكن بنكيران أن يهمه انقسام هيأته السياسية بين مؤيد ومعارض لخططه الحربائية، ولا حتى الإلتفات إلى انشقاق الرفاق حول حكومة زميله سعد الدين العثماني، طالما أن الغاية في نظره تبرر الوسيلة وإن كانت تحويل "العدالة والتنمية" إلى صورة مصغرة للنظام الإيراني، كما جاء في إحدى تعاليق الكاتب والباحث في الجماعات الإسلامية، إدريس الكنبوري. ومن ثمة عدم تركه الفرصة أينما وجدت، وإن لم توجد أوجدها ليبرق بأن مصلحة البلد لا تعرف معنى في قاموسه، وكل ما يصر عليه هو أن يتقبل الجميع وبلا نقاش شعاره الديكتاتوري الخالد: "أنا أو لا أحد..".