الطوسة: سيادة المملكة على صحرائها.. إدارة بايدن تبدد آمال الأوساط المعادية للمغرب

الطوسة: سيادة المملكة على صحرائها.. إدارة بايدن تبدد آمال الأوساط المعادية للمغرب الخبير السياسي مصطفى الطوسة (يمينا) والرئيس الأمريكي جو بايدن

أكد الخبير السياسي، مصطفى الطوسة، أن تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أكد من خلاله، أن موقف الولايات المتحدة بشأن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه لم يطله “أي تغيير”، جاء لـ “يبدد” آمال الأوساط المعادية للمملكة التي يتعين عليها لزاما ملاءمة مقاربتها مع الرؤية الأمريكية بهذا الخصوص.

 

وقال الخبير السياسي، ضمن مقال تحليلي نشر، يوم السبت 3 يوليوز 2021، على موقع “أطلس أنفو” بعنوان “أمريكا تبدد آمال أعداء المغرب”، أن “هذه الأوساط المعادية كانت لديها آمال عريضة في تراجع إدارة جو بايدن بشأن الصحراء المغربية، حيث تمت لهذه الغاية تعبئة وسائل ضغط هائلة، جزائرية خصوصا، داخل دواليب السلطة الأمريكية بواشنطن سعيا إلى عكس الاتجاه".

 

وبحسب مصطفى الطوسة، “لم تذخر أية وسيلة لمحاولة التأثير على المشرعين وصناع القرار الأمريكي، لكن من دون جدوى”، مؤكدا أن “هذا الضغط لم يأتي فقط من النظام الجزائري الذي اعتبر أن الاعتراف الأمريكي يعد بمثابة انتكاسة كبرى. بل جاء أيضا من أوساط أوروبية أخرى معروفة بعدائها للمغرب".

 

ويضيف الطوسة أن "فئة معينة من السلطة الألمانية، بما في ذلك ممثل ألمانيا لدى الأمم المتحدة الذي طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن قصد محاولة كبح هذه الدينامية الأمريكية بشأن الصحراء. بعد ذلك، كانت هناك محاولة من السلطات الإسبانية، التي توجد في خضم صراع مع المغرب، للفت انتباه جو بايدن بخصوص الموضوع خلال القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي، وما تمخض عن ذلك من نتيجة نعلمها جميعا".

 

من جهة أخرى، يضيف مصطفى الطوسة، “هذه المعادلة المتوترة هي أصل الصراع بين الرباط، مدريد وبرلين".

 

وبحسب الخبير السياسي، فإن “أولئك الذين راهنوا على تغير الموقف الأمريكي بشأن هذا الملف، راهنوا في الواقع على استعداد ظاهر للمرشح جو بايدن للتنصل من الإرث الدبلوماسي لدونالد ترامب". “ألم يفعل ذلك بالنسبة لمعاهدة باريس حول المناخ التي مزقها ترامب بشكل مذهل في بداية ولايته؟، ألم يفعل ذلك بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه ترامب؟، دون الحديث عن علاقة سلمية مع الحلفاء الأوروبيين والناتو التي كان ترامب، بطبيعته، عن قناعة أو من منطلق الاستفزاز، يضعها من حين لآخر على صفيح ساخن".

 

وأكد أن "أمل هذه الأوساط المعادية للمغرب يتمثل في هذه الرغبة الممكنة لمراجعة مجموع القرارات الدبلوماسية الكبرى التي اتخذتها إدارة ترامب. لقد كانوا ينتظرون في كل مرة مؤشرا على هذا التراجع إلى الوراء الذي لم يأتي. لقد ضايقوا بالأسئلة المتحدثين الرسميين بالبيت الأبيض، وزارة الخارجية أو الكونغرس، سعيا إلى انتزاع بداية مراجعة".

 

وبحسب مصطفى الطوسة، فإن “الإجابة كانت قاطعة”، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد باريس، الذي أكد أن اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على صحرائه “يظل موقف الإدارة الأمريكية” وأن “هذا الموقف يظل ثابتا".

 

وأشار الخبير السياسي، في هذا السياق، إلى أنه “من دون شك، أول مرة تؤكد فيها إدارة بايدن بوضوح كبير القرار التاريخي لدونالد ترامب. حيث كانت قد قامت بذلك سابقا عبر عدم إدراج هذا الملف ضمن قائمة المراجعات الكبرى. فخلال العديد من تصريحات وزير الخارجية أنتوني بلينكن، في أوروبا كما في الشرق الأوسط، عبر المسؤول الأمريكي عن دعوته إلى الاستمرارية عوض القطيعة".

 

وبحسب كاتب المقال، فإن "هذا التوضيح الأمريكي ستكون له انعكاساته. أولا على النظام الجزائري الذي سيبدو دعمه لانفصاليي البوليساريو أكثر فأكثر مثل معركة عقيمة ضد الأشباح والطواحين الريحية. ثم على بعض الأوساط الأوروبية التي سيتعين عليها لزاما ملاءمة مقاربتها مع الظرفية والرؤية الأمريكية بهذا الشأن".

 

واعتبر أنه “بدلا من الاستمرار في لعب دور المخربين عبر توظيف ورقة "البوليساريو" الممزقة بفعل الاعتراف الأمريكي، سيكون عليهم التفكير في دعم الحلول المقترحة من طرف المغرب للخروج من هذه الأزمة، التي لن تستثني تبعاتها السياسية والأمنية أحدا، في حالة الفشل".

 

وبالنسبة للمغرب -يؤكد الخبير السياسي- فإن “هذا التأكيد الذي لم يراوده بشأنه أي شك، سيسمح له بالاستمرار في تطوير حججه من أجل السلام والخروج من الأزمة في العديد من المحافل الدولية”، مشددا على أنه “منذ عقود عدة، تندد الدبلوماسية المغربية بأزمة يتم الإبقاء عليها بشكل مصطنع، ليس بغية خدمة مصالح شعوب المنطقة، ولكن لتكون بمثابة ستار لنظام جزائري معروف بهوس السرقة الهيكلي وكورقة ضغط لبعض الدوائر الأوروبية، التي تزعجها بوضوح حركية المغرب السياسية على المستوى الإقليمي والقاري فضلا عن الازدهار الاقتصادي الذي تشهده البلاد".