لبيلتة: قرار نبيلة منيب  يعلن الموت المبكر لاندماج فدرالية اليسار

لبيلتة: قرار نبيلة منيب  يعلن الموت المبكر لاندماج فدرالية اليسار عبد الحميد لبيلتة
كتبت على هذا الموقع "أنفاس بريس"  في مقال سابق منذ شهور، أن تأجيل  اندماج مكونات فدرالية اليسار في حزب اشتراكي كبير و موحد ، سيمثل أحد خيارين، إما استقواء طرف على باقي الأطراف الأخرى، وإما تبخر حلم الإندماج كما حلم به العديد من التيارات السياسية اليسارية المتجهة إلى المستقبل.
 
من حق الأحزاب أن تقرر في خطها السياسي أو الانتخابي، وهذا يدخل في تأكيد استقلاليتها. لكن الغير صحيح أخلاقيا وسياسيا أن تدخل رأيا عاما كبر أم صغر في شعارات حول أفق استراتيجي بتعزيز وحدة اليسار، وفي أول إمتحان نوايا تضع هذا الرأي العام على شفى جرف هارم، فهذا غير مقبول ومرفوض ولو تكتيكيا. 
 
ليس من أعراف القيادات السياسية المؤهلة لقيادة مسارات التجميع والتوحيد، لأن التعاطي مع المستقبل بمنطق الحلقية واَلْكَوْلَسَةْ يندرج  ضمن أعراف ذوي الأفق الضيق وليس البناء الاستراتيجي. فمهما حاولنا إعمال كل القراءات النقدية الصحيحة نسبيا حول ما قامت به الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد من سحب تنسيقها مع المكونات الأخرى في فدرالية اليسار، نجد التوقيت والسياق السياسي غير مناسبين على الأقل في ظرفية ما تم تقريره في المنظومة القانونية المنظمة للاستحقاقات القادمة من تعديل في القاسم الانتخابي والعتبة. 
 
فهذه المعطيات الجديدة كانت ستقوي سياسيا الحضور الانتخابي لفدرالية اليسار ولو في بعض المناطق الترابية. وإعطاء الفرصة السانحة للفدرالية  لإعادة واستعادة الحضور السياسي وتقويته بالآلية الاندماجية. 
 
لكن بمثل هكذا قرارات انفرادية  وإرادوية، يساهم  من جديد بإدخال اليسار في فوهة الانشقاق والتنابز بالألقاب، والبحث  بطريقة سيزيفية عن الوحدة المفتقدة. والمؤسف أن اليسار الذي هو اليوم في وضعية لا تؤهله لإستجماع نبض اليسار الكامن في المجتمع وجعل الفدرالية نافذة جديدة ومفتوحة لكل الفعاليات والحركات الاجتماعية التي تنشد  التغيير . واستعادة السياسة لمعناها الحقيقي والأخلاقي.  
 
إن مثل هكذا قرارات وتفكير جامح، يعتبر في نظري تهورا سياسيا وليس ميزة مهما اختلفت التحليلات السياسية. وكذا في تقديري  الشخصي وكما كنا نؤكد على ذلك في تيار البديل التقدمي أن الفعل الاندماجي سيشكل قوة سياسية اكبر من أي مقاعد يجود بها الفعل الانتخابي، على اعتبار أن السياسة تقرأ بالممكنات القابلة للتحقيق سياسيا التي سيجعلها قوة  داعمة لأي فعل سياسي انتخابي ظرفي ينتهي بنهاية الحملة الانتخابية. 
 
وباعتبار جيلي عاش على الحلم بوحدة اليسار والفكرة النبيلة لقيمه في تحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،  فالأمل في الأجيال القادمة لتحقيق ما خفقنا نحن عن تحقيقه  ولكن مع استحضار الأهداف  والغايات المجتمعية لهذه  الفكرة النبيلة.