محمد الأمين: بني بويلول منطقة جبلية نائية لم تنل حظها من اهتمام المسؤولين

محمد الأمين: بني بويلول منطقة جبلية نائية لم تنل حظها من اهتمام المسؤولين

يرى محمد الأمين، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، رئيس جمعية مبادرة للبيئة والتنميةببني بويلول، أن ساكنة منطقة تامجيلت عموما وساكنة بني بويلول على الخصوص تعاني غياب وسائل للنقل العمومي فلا وجود للنقل المزدوج مما يجعل الناس مضطرين لاستعمال وسائل للنقل السري. واعتبر محمد الأمين، أن المنطقة تعرف نزوحا متواصلا وغير مسبوق للساكنة نحو المناطق المجاورة، بحيث تعتبر بني بويلول المنطقة الأكثر تسجيلا لنسبة الهجرة.

وشدد رئيس جمعية مبادرة للبيئة والتنمية، على أن الجمعية تبدل كل ما في وسعها من أجل الإسهام في تحقيق تنمية شاملة بالمنطقة، تدفع بالساكنة إلى تغيير موقفها من التفكير في الهجرة إلى المناطق المجاورة (كيكو، الحاجب) إلى الاستقرار بالمنطقة.

 

ما هو السياق العام الذي جاء فيه تأسيس جمعية مبادرة للبيئة والتنمية ببني بويلول بإقليم جرسيف؟

بالإضافة إلى ما ذكر، تعتبر بني بويلول أبعد منطقة على مدينة كرسيف- عاصمة الإقليم- إذ تبعد عنها بحوالي 150 كلم، المسالك الطرقية التي تؤدي إليها وعرة، فبالرغم من أن اشغال تعبيد الطريق الاقليمية رقم 5125 التي تربط تامجيلت بها قد بدأت مند أكثر من ثلاث سنوات إلى أنها تبدو أنها متعثرة الآن،  كما أن الطريق التي تربطها بإيموزار مرموشة عمالة إقليم بولمان عبر تامجيلت هي الأخرى غير صالحة للاستعمال بسبب رداءتها. هذا، ومما يزيد من صعوبة الأمر بالنسبة لساكنة تامجيلت عموما وساكنة بني بويلول على الخصوص عدم وجود وسائل للنقل العمومي فلا وجود للنقل المزدوج مما يجعل الناس مضطرين لاستعمال وسائل للنقل السري وما ينتج عن ذلك من تبعات قانونية في حالة حصول حوادث للسير على الخصوص. في ظل هذه الظروف كلها ووعيا منا بأهمية المجتمع المدني في تأطير المجتمع قمنا بتأسيس جمعية مبادرة للبيئة والتنمية والتي جعلنا لها كهدف أساسي تحقيق تنمية شاملة بالمنطقة والحفاظ على البيئة أملا في الحد من الهجرة. فقد لاحظنا من خلال دراستنا للمنطقة أنها تعرف نزوحا متواصلا وغير مسبوق للساكنة نحو المناطق المجاورة، بحيث تعتبر بني بويلول المنطقة الأكثر تسجيلا لنسبة الهجرة ويعزى ذلك لعاملين أساسين:

-   العامل الأول يتمثل في عدم الاهتمام بها من قبل الدولة خصوصا منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى غاية بداية الألفية الثانية رغم كونها كانت تزخر بثروات غابوية مهمة كانت تجعل من جماعة بركين من أغنى الجماعات ومع كل ذلك لم تنعكس على المنطقة في أي شيء.  ولعل الزائر لها اليوم سيشعر بأنها بلدة أشباح بسبب سقوط أغلب دورها، وعدم اهتمام الآخرين بمنازلهم لأنهم يعتبرون وجودهم هناك مؤقتا سينتهي في يوم من الأيام بالهجرة.

-  العامل الثاني يتمثل في التمدرس، نسبة كبيرة من الساكنة تضطر للهجرة لتدريس أبنائها، لعدم إيمانها من جدوى التدريس بهذه القرية الجبيلة النائية. فالبرغم من الاهتمام الذي أصبحت توليه المديرية الإقليمية مؤخرا للتعليم بالمنطقة إلا أن قلة التلاميذ الذين لا يتجاوز عددهم عشرون تلميذا في فرعية بني بويلول يفرض اللجوء للأقسام المشتركة وهو ما لا يتفهمه السكان، يبقى أملنا في تتفهم المديرية الإقليمية خصوصية وضعية المنطقة وللهدف الأسمى المراد تحقيقه ألا وهو الحد من الهجرة.

أملنا في أن تتظافر جهود الجميع من مجتمع مدني، سلطات محلية وإقليمية ومنتخبين من أجل الإسهام في تحقيق تنمية شاملة بالمنطقة، تدفع بالساكنة إلى تغيير موقفها من التفكير في الهجرة إلى المناطق المجاورة (كيكو، الحاجب) إلى الاستقرار بالمنطقة.