بعيدا عن ضجيج " السوشيال ميديا "، وبمهنية متقدمة على سلم حماية حقوق الإنسان والنهوض بها ، الذي من أعلى درج به تتبع المؤسسة الحقوقية الوطنية وآلياتها الجهوية تضاريس الوضع الحقوقي ، وتقدم حوله العشرات من التوصيات لمختلف المتدخلين من أجل معالجة الانتهاكات الحاصلة التي تم رصدها ، والمساهمة في التربية على حقوق الإنسان حتى يتملكها الجمهور الواسع ، الذي لهذا السبب أو ذاك ، بوعي أو بدونه ، يوجد أحيانا في تعارض مع ما انتصر له حقوقيا دستور المملكة تصديرا وأحكاما ...(بهذه الاحترافية) يشتغل عضوات وأعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة تطوان الحسيمة ، بجانب الأستاذة سلمى الطود رئيسة هذه الآلية الحقوقية الجهوية . عمل يجري بعيدا عن آليات البلاغات والبيانات، والندوات الصحفية، والوقفات الاحتجاجية والتضامنية المشروع استعمالها النضالي من الإطارات المدنية الحقوقية .
في هذا السياق لم يكن الحضور القوي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشمال وأطرها الإدارية رصدا للانتهاكات التي تعرض لها أطفال مغاربة غالبيتهم من منطقة الفنيدق على يد الأمن الإسباني بعد "هجرة" غير مسبوقة إلى مدينة سبتة المغربية المحتلة من بلد جار ، يتبجح بانتمائه لنادي الدول الديمقراطية ، ولا يستحيي هذا الجار من الاستمرار في احتلال أراضي غيره ، والاستقبال فوق ترابه لمجرم سِجله حافل بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان ، وتعريض الجار المذكور(الإسباني) لأطفال جاره ( المغربي) لأبشع أشكال الانتهاك ، كما تشهد بذلك تقارير متعددة المصادر وذات مصداقية ، وما سجله كذلك فريق اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال الذي تابع تطورات الوضع بشكل استثنائي ( القانون المنظم للمجلس الوطني لا يسمح بالكشف عن ذلك لغير رئيسته) . بل كان حضور الآلية الحقوقية الجهوية في حماية حقوق الإنسان والنهوض بها يغطي كل تراب الجهة و الحقول ذات الصلة بحقوق الإنسان بمختلف أجيالها .
فعلى سبيل الذكر ترأست سلمى الطود رئيسة اللجنة الجهوية يوم الجمعة 25 يونيو بطنجة، اجتماعا (الأول من نوعه) جمع حول نفس الطاولة منسقي فرق العمل الثلاثة، بالأطر الإدارية ، وذلك بغاية تجويد عمل الفرق الثلاثة ( الحماية ، النهوض ، السياسات العمومية ) ، وضمان تحقيق الالتقائية بينها ، وتحديد جملة من الأنشطة الحقوقية التي عبّر المجتمع المدني عن حاجته الماسة إليها للارتقاء بأدائه الحقوقي في الحقول والمجالات التي يشتغل فيها ....
في إطار نفس هذه الدينامية التي تعرفها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالشمال، وفي نفس الأسبوع ، اجتمعت اللجان الدائمة الثلاثة بجداول أعمال مكثفة بالقضايا التي استرعت اهتمام العضوات والأعضاء ، خصوصا وأن الجهة الترابية لولاية اللجنة عرفت في الشهور الأخيرة الكثير من الأحداث التي اتخذت أحيانا بعدا وطنيا ودوليا. وهكذا من المنتظر خلال الأيام المقبلة تنظيم ندوات مفتوحة حول واقع الطفولة بالجهة ، والانطلاق مع مختلف الفاعلين الترابيين في تفعيل التوصيات المنبثقة عن ندوة شفشاون حول "فعلية الحق في الصحة" بالجهة ، وتنظيم ندوة عمومية مع هيئة المحامين بتطوان تتمحور حول " حق الطفل في النسب بين الواقع الاجتماعي والقانوني والمواثيق الدولية ". واطلاق سلسلة من الدورات التكوينية وتقوية القدرات موجهة لعضوات وأعضاء اللجنة الجهوية، وجمعيات المجتمع المدني بالجهة ، حسب أجيال حقوق الانسان التي تشتغل عليها .
سلمى الطود وفريقها الحقوقي اشتغلوا بوتيرة قوية المنسوب على الشكاوى التي يرفعها المواطنات والمواطنين من مختلف أقاليم الجهة، أو تلك التي تم رصدها اعلاميا، حيث يدعي اصحابها بتعرض حق من حقوقهم للانتهاك، وتمت معالجة الكثير منها مع مختلف الجهات المعنية. كما أن نفس الفريق النشيط ساهم في تنشيط و تأطير العشرات من الدورات التكوينية، والندوات الحقوقية نظمتها جمعيات المجتمع المدني، والمديريات الإقليمية للتربية الوطنية، وجامعة عبد المالك السعدي ....
هذا الزخم من الفعل الحقوقي في ظرف أقل من سنة على تنصيب اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة طنجة تطوان الحسيمة الذي أشرفت عليه أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وأمام مساحة عريضة من الانتظارات الحقوقية بالجهة، فإن اللجنة أبرمت اتفاقيات شراكة مع اكاديمية التعليم، ومعهد الفنون الجميلة، كما عززت اللجنة من خلال عضواتها وأعضائه حضورها في عملية الرصد وملاحظة الانتخابات التي تباشيرها الأولى بدأت تلوح في الأفق.