خليل البخاري: التقويم الذاتي للمؤسسات التربوية

خليل البخاري: التقويم الذاتي للمؤسسات التربوية خليل البخاري

مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الامتحانات الإشهادية: الجهوي الموحد بالإعدادي والثانية والامتحان الوطني وتوقيع الأساتذة لمحاضر الخروج، تغلق المؤسسات التعليمية أبوابها وينصرف الجميع لقضاء عطلة الصيف دون إجراء تقويم ذاتي شمولي للوقوف على مخرجات الموسم الدراسي وتقويم حصيلة الموسم الدراسي.

 

إن التقويم الذاتي للمدرسة يعتبر خطوة متقدمة على طريق البحث عن أساليب وطرق جديدة للارتقاء بمستوى الأداء المدرسي بهدف تحسين فرص التعلم للتلاميذ والوصول إلى مستوى عال من الجودة. ويقصد بالتقويم الذاتي للمدرسة مجموعة من الخطوات الإجرائية التي يقوم بها أفراد المجتمع المدرسي من إداريين وأساتذة وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ لتقييم مؤسستهم بأنفسهم، استنادا إلى مرجعية معايير الجودة، وذلك من خلال جمع المعطيات والمعلومات والبيانات عن الأداء المدرسي ومقارنته بمعايير الجودة. وتأتي أهمية التقويم الذاتي للمدرسة لكونها أداة منهجية لتطوير جودة التعليم ومخرجاته وكفاءة وأهلية وفعالية المؤسسة التعليمية بكل عناصرها.

 

ولضمان فعالية التقويم الذاتي للمؤسسات التعليمية، ينبغي إعداد خطة إجرائية للتنفيذ تتحدد من خلالها المسؤوليات وتتوزع المهام والأدوار.

 

وعلى ضوء نتائج تحقيق المدارس للمعايير ومؤشراتها يتم تشخيص نقاط القوة والضعف في الأداء المدرسي الشامل لها. ويتم كتابة تقرير التقييم الذاتي يتضمن مستوى أداء المؤسسة التعليمية في كل مستوى دراسي. وينبغي أن يكون التقرير تقويميا وتحليليا وليس وصفيا فقط. كما ينبغي أن يتضمن التقرير إيجابيات وسلبيات الأداء المدرسي ومواطن الضعف والقوة في جميع أركان العملية التعليمية وعناصرها والتركيز على طرق التدريس والقيادة في المدرسة والجانب الصحي وسجل الغياب والحصول والتواصل مع الآباء وكيفية تدريس المواد الدراسية وتقييم أعمال التلاميذ والتلميذات ومساعدتهم على تحسين مستوى جودة أعمالهم.

 

إن للتقويم الذاتي للمؤسسات التعليمية أهمية كبرى في النهوض بمستوى هيئة التدريس وتطوير الممارسة التربوية وضمان جودة التعليم، وكذا الوقوف على ما تحقق من أهداف ومخرجات ومنتجات والصعوبات التي صادفت الموسم الدراسي وكيفية تجاوزها.

 

- خليل البخاري، باحث تربوي