خيرا فعلت شبكة المقاهي الثقافية حين اختارت مدينة الدروة بإقليم برشيد لإقامة ملتقاها التاسع أيام 25 و26 و27 يونيو 2021، لترسيخ قيمة الإشعاع والتواصل المعرفي ومفهوم ثقافة القرب بعيدا عن المركز والبحث عن موطئ قدم في الهامش المغربي الذي يعاني خصاصا مهولا في الحقل الثقافي والفني والإبداعي.

تخليد الملتقى الوطني التاسع، الذي تابعته "أنفاس بريس" بمدينة فتية تحتاج إلى فعل جمعوي ومدني قادر على خلخلة واقع الحال البئيس الذي يعيشه شباب المنطقة الموزع بين ضبابية المستقبل والانحراف والمخدرات، فعل جمعوي يحسب لشبكة المقاهي الثقافية بالمغرب التي حولت فضاء المقاهي إلى بنية ثقافية ومعرفية لتحبيب القراءة والاستمتاع بلحظة ثقافية يجتمع فيها الشعراء والقصاصون والروائيون والفنانون والمبدعون للتواصل مع الجمهور بتلقائية، بعد أن كانت المقاهي مجرد مكان لممارسة النميمة السياسية والاجتماعية واحتساء القهوة...

الملتقى الوطني التاسع لذات الشبكة كان لحظة جميلة للتواصل بين مختلف منسقي الشبكة على المستوى الوطني (36 مقهى ثقافي) للوقوف على حصيلة تجربتهم الرائدة، التي تشهد عليها عشرات الشراكات الموقعة بين مختلف القطاعات ذات الصلة بالثقافة والأدب والإبداع (وطنية وجهوية وقطاعية)، وحصيلة مشرفة للبرامج الثقافية والفنية (ليالي رمضان الثقافية/ السمر الشعري والفني/ تشجيع القراءة/ المعارض الفنية...) خصوصا أن الشبكة لعبت دورا أساسيا خلال الفترة العصيبة للحجر الصحي من خلال اعتمادها على تقديم برامجها عن بعد اعتمادا على منصات التواصل الاجتماعي لطرد الرتابة وهم الجائحة التي كبلت واعتقلت الجميع بين الجدران، حيث جسرت الفعل الجمعوي مع الجمهور.

في سياق متصل أقامت الشبكة بالمركز سوسيو ثقافي المسيرة الخضراء معرضا خاصا بإصداراتها، عززته بلوحات تشكيلية وصور فتوغرافية لمجموعة من الفنانين، حيث حظي الفضاء بزيارة الضيوف والمدعوين بعد افتتاح الملتقى الوطني التاسع وألقاء كلمات الأطراف المشاركة والمساهمة والمدعمة.

وقد خصصت فعاليات الملتقى الوطني التاسع للمقاهي الثقافية تكريما لعامل برشيد ورئيس جماعة الدروة، على اعتبار أن مجلسها تفاعل بشكل إيجابي مع مطلب إقامة الملتقى بالمدينة، علاوة على تخصيص حيزا مهما لتكريم بعض المنابر الإعلامية والصحفية اعترافا منها على مجهودها في متابعة ومواكبة اشتغال الشبكة منذ التأسيس سنة 2015.

فقرة القراءات الشعرية المتميزة بفضاء المقهى الثقافي بمدينة الدروة، أضفت على الملتقى الوطني التاسع بهاء الكلمة الموزونة وثراء الحرف، ورشف ضيوف الملتقى من ينبوعها العذب أجمل الألحان والأنغام على إيقاع موسيقى آلة لوتار للفنان الموسيقي محمد النفينيف المهووس بالقصيدة الملتزمة والعاشق لنغمات أسد الأطلس الراحل السي محمد رويشة.

وشهدت فعاليات الملتقى الوطني لنفس الشبكة حفل تكريم البرنامج الإذاعي "رِيحْةْ اَلدَوَارْ" الذي يعده ويقدمه الفنان محمد عاطر، الذي خص "أنفاس بريس TV" بتصريح حول فعاليات الشبكة والإجابة عن بعض أسئلتنا التي تخص برنامجه الرائع الذي يمتح من التراث والثقافة الشفهية ومن مظاهر الحياة بباديتنا وعمقنا المغربي.

رابط الفيديو هنا