فلا تنتظروا من هؤلاء أن يحملوا الوطن في قلوبهم، أو أن يكونوا سفراء مغاربة للنوايا الحسنة والضمائر الحية. لا تنتظروا منهم أن يرتعشوا لحظة سماع النشيد الوطني، أو تخفق قلوبهم حين يشاهدون العلم المغربي، لذا يحاولون بشتى الطرق والوسائل لفت الانتباه والتشهير بعقوقهم، وقد يقدمون على حرق جواز السفر وتمزيق هوياتهم.. هذه تسمى بدايات «الردّة» و«الإلحاد» و«الكفر» بالوطن، بحثا عن «غنائم» ورضى الأجانب وصكوك غفران. قبل الوصول إلى هذه المرحلة من العقوق ونهش عرض «الثدي» الذي رضعت منه، لابد أن تستحم في مستنقع الخيانة وتتبنى أفكارا «شيطانية» تحاول تكييفها مع وجهات نظر خصوم بلدنا في الجزائر وفرنسا وإسبانيا والبوليساريو، بل إن «الخونة» يمعنون في الإساءة لصورة بلدنا، وفي تشويه سمعتنا فقط باسم الدفاع عن حقوق الإنسان، ونكاية في المؤسسة الملكية.
الانتماء إلى حزب «الطابور الخامس» يفرض أولا تدنيس جيناتك الدموية، كيف ذلك؟ هو أن تصير بوقا ودمية محشوة ببطاريات الكراهية من صنع خصومنا وبدعم المنظمات غير الحكومية الدولية التي تحولت إلى «مكاتب انتداب» تسعى إلى فرض الوصاية على سيادة القرار الوطني.
الأسماء التي تسوق لنفسها كحقوقيين، لكل واحد منهم «قصة» و«حكاية» و«جريمة» ارتكبها في حق نفسه قبل أن يرتكبها في حق المجتمع، وبدل الاعتراف بجريمته يختار الهروب كفأر، يحرق كل سفن العودة، ليظهر في «قفص» ويزأر كأسد من خلف «قضبان». للخيانة ثمن هي «الحرية».. للعقوق قربان هو الكفر بدين البلد، وصب البنزين في رحم أمه التي ولدته.
كل من اصطفوا في حزب الطابور الخامس، تطاولوا على الشجرة المحرمة، وقضموا من التفاحة المقدسة. لم يطردوا هباء من «جنة» الوطن، بل عن سبق إصرار وترصد. بدل أن يطلبوا الصفح والغفران أنصتوا إلى وساوس شياطينهم، وواصلوا الغرق في ذنوبهم وآثامهم حتى النخاع.