الدكتور محمد الأغضف غوتي ينعي رحيل عبد الرحيم حمدون أيقونة صيادلة مراكش

الدكتور محمد الأغضف غوتي ينعي رحيل عبد الرحيم حمدون أيقونة صيادلة مراكش المرحوم عبد الرحيم حمدون
غادرنا في غفلة من الجميع الدكتور عبد الرحيم حمدون الرئيس السابق لنقابة الصيادلة بمراكش وأحد مؤسسي التعاضدية العامة لمهنيي الصحة، التي واكب نشأتها وأطوارها المتعاقبة.
لقد وارينا الثرى أخا من إخواننا وحبيبا من أحبابنا الأعزاء علينا، رجل من الطراز النادر وصيدلاني كبير، تجربة وقيما مهنية وإنسانية. غادرنا في عامه الثمانين، في ذات يوم انعقاد الجمع العام السنوي للتعاضدية، حيث كان مقرراً حضوره لعرض تقريره النصف سنوي للجنة التي كان يرأسها، بعد أن أكد حضوره رحمه الله قبل يومين، وأرسل نسخة من التقرير.
لقد كانت صدمتنا كبيرة بهذا الخبر ونحن ننتظر التحاقه بالاجتماع.
الدكتور عبد الرحيم حمدون ابن مدينة آسفي، الذي كان من الأوائل الذين تابعوا دراسة الصيدلة والبيولوجيا بالديار الفرنسية بعد استقلال المغرب، عهدناه رحمه الله دوما، عنوانا للمسؤولية الحقة والإيثار المهني، ورمزا للعطاء والتضحية، فقد كان داعما للعمل الإغاثي والإنساني، مثلما كان صاحب المبادرات الوحدوية التوفيقية بين أطراف المهنة بتنوع مشاربهم وانتماءاتهم.
لم يكن يتأخر كلما تم الاتصال به لتقديم الدعم، فكان من السباقين لدعم مبادرة إغاثة مواطنينا في الحسيمة ونواحيها بعد نكبة الزلزال التي ضربتهم، مثلما لم يكن يتأخر في دعم الحملات الإغاثية لا نجاد أشقائنا في لبنان وفلسطين عقب الاعتداءات الصهيونية المتوالية عليهم. فكان يدا بيضاء على كل مبادرة من هذا القبيل مثلما كان بلسما يداوي جراح الضحايا ويحتضن مآسيهم.
الدكتور عبد الرحيم حمدون هو صاحب الصلات الطيبة والوثيقة بين كل أجيال الصيادلة ودينامو العلاقات الواسعة بين كل الخلفيات والحساسيات التنظيمية. ويكفيه فخرا أن منصات مؤتمرات نقابته كانت تنفرد دون غيرها بحضور كل ممثلي التنظيمات المهنية من غير إقصاء أو تهميش.
وفي هذا المضمار نذكر بحدث مهم وتاريخي عرفته نقابته ونادي صيادلة مراكش حيث احتضنا ليوميين متتاليين اللقاء الذي دعا له المجلس الوطني لهيئة الصيادلة وحضره كل من المجلسين الجهويين لصيادلة الشمال والجنوب والفدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب وكل المهنيين لدراسة أول صيغة لمشروع قانون 17/04 بمثابة مدونة الدواء والصيدلة فور توصل المجلس الوطني بالمشروع من الأمانة العامة للحكومة سنة 2004.
لقد كان الراحل الكبير نموذجا لتجسيد ثقافة الاعتراف، إذ كلما نشرتُ مقالا أو قدمتُ مداخلة تخدم المهنة والمهنيين، إلا وكان سباقا للتواصل، تشجيعا ودعما واعترافا بالمجهودات مهما كانت بسيطة.
نعم، إننا مكلومون، إننا متألمون، لقد افتقدنا واحدا من أعزائنا، وركيزة من ركائزنا وأحد أعمدة الصيادلة والعمل التعاضدي في مراكش خاصة وفي المغرب بشكل عام.
‎وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن باقي أعضاء مجلس إدارة التعاضدية، إلى أسرته الكريمة ونقابة صيادلة مراكش وكل أصدقائه ومحبيه بأحر التعازي القلبية الحارة، وبمشاعر المواساة الأخوية الخالصة، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه، وأن يلهمنا جميعًا جميل الصبر والسلوان والسكينة وحسن العزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الدكتور محمد الأغضف غوتي