حسن عبيابة: العيد الوطني للسعودية برؤية إصلاحية لـ 2030 المستقبلية

حسن عبيابة: العيد الوطني للسعودية برؤية إصلاحية لـ 2030 المستقبلية

تمر احتفالات اليوم الوطني للسعودية كل عام بشكل خافت، حيث كانت أصوات تحريم الاحتفال باليوم الوطني قوية، ولم تجد من يواجهها أو يقنعها أو يقتنع بها، حتى جاءت رياح التغيير الحتمي والتغيير القوي في هرم السلطة بالمملكة، وإن كانت هذه الرياح لاتشبه الرياح العاتية التي تشكل العواصف وتعبر المحيط الأطلسي لتصل إلى المدن الأمريكية وتدمرها تدميرا شبه كامل أمام عجز أي قوة أمريكية.

وبما أن رياح التغيير في السعودية جاءت بنسمة عطور تقبلها أكثرية المجتمع السعودي، وخصوصا الشباب الذين تعلموا في الداخل والخارج والذين اكتشفوا أنهم اذا لم يتغيروا ويغيروا أنفسهم فسيتعرضون لمخاطر في المستقبل لا قبل لهم بها، وبما أن التغيير كان صعبا أن يأتي من أفراد أو جماعات، فقد جاء التغيير من المركز بقوة أرعبت الجميع وفي نفس الوقت طمأنت الجميع لأن البنية الهرمية للسلطة كانت بالضرورة في هذه المرحلة من تاريخ المملكة أن تنقل إلى الجيل الثالث من الأمراء من صغر السن حفاظا على الاستمرارية في ظل مخاوف متزايدة تهدد البلاد، وفي نفس الوقت المحافظة على دولة لها أهمية جيواستراتجية في الشرق الأوسط وفي العالم العربي والإسلامي.

وبما أن رياح التغيير عادة ما تسبب زوابع رملية وبعض الاضطرابات إلا أنها في النهاية تجلب أمطار الخير التي تعم الجميع حتى الذين تضرروا منها ظرفيا أو لحظيا، ويبدو أن بوادر التغيير بدأت بالاحتفال باليوم الوطني بطريقة مشجعة باشراك المجتمع بكامله في الاحتفال بالعيد الوطني السعودي الذي يصادف هذه السنة الذكرى 87، لكن الاهتمام الكبير لهذه السنة يعكس الملاحظات التالية:

- بداية الانفتاح للمجتمع السعودي في الفضاء العام وظهر ذلك جليا في مشاركة المرأة والعائلات السعودية في الاحتفال باليوم الوطني في ملعب كرة القدم بالرياض.

- التعامل مع الأحداث والتطورات بشكل واقعي ومواجهة المشاكل الأساسية في الداخل والخارج بكل حزم وقوة حتى لا تظهر السعودية في موقف ضعف وتتنازل على دورها الإقليمي والعربي والدولي.

- مواجهة التطرف بكل أنواعه قانونيا وإعلاميا للقضاء عليه وعدم ترك المجال لفئة خاصة تتكلم ولا يسمعها أحد. بل أحيانا هذه الفئة تتعايش مع التطرف لأغراض خاصة أو أجندة معينة.

- أن على المملكة حاليا في وضعها الجديد ان تتقدم إلى الأمام بخطوات سريعة وخطى ثابتة حتى تتمكن من استعادة المبادرة من الأطراف المتربصين بها وبالمنطقة العربية علما أن العمل طويل وشاق ويجب على المجتمع السعودي أن ينخرط في الإصلاح بوعي ومسؤولية وبانفتاح يضمن الخصوصية والاستمرارية وتحقيق المستقبل المنشود.