مصطفى المنوزي: حتى لا نواجه الانتهاكات الجسيمة بالانتحار المجاني

مصطفى المنوزي: حتى لا نواجه الانتهاكات الجسيمة بالانتحار المجاني

المغاربة جميعا في حاجة إلى تحكيم العقل الوطني.. فالوطن سيتغير بدون دماء رغم أنف المتطرفين هنا وهناك.. فدعونا نخرج من مسلسل الانتقالات المراهنة على الكفاح العشوائي وقيادة فتية غير مجربة، وتضامن افتراضي في عمومه للحراك دون أفق واضح المعالم، ويسار مرتبك يجتر خيبات التجريبية وعقدة انتظار غودو، وتردد في المطالب وتكتكان غير حاسمة، بين أحلام وكوابيس هجانة المطلب.. بقاء الوطن مع بقاء الملكية النسبية في ظل نظام برلماني...

لكن هل لدينا نخبة متمثلة لهذا الخيار الثوري السلمي الهادئ.. برودة أعصاب وسلامة المسلك الدمقراطي، وشارع لا يعترف سوى بالتوتر ونظرية الكم والتجييش... فهل يعقل أداء الثمن مرتين؟ فلنفتح قوس التقييم والنقد الذاتي بكل جرأة دون مناقصة أو مزايدة حتى، دون تمجيد أو تبخيس...

فالقاعدة المأثورة تفيد أنه لا تكرار في نفس الشيء ولا يستحم المرء في نفس النهر مرتين.. وبمراجعة حصيلة كلفة حراك الريف سيتضح أننا سنكرر نفس مصير ضحايا اعتقالات 1984، استشهادات وإعاقات جسدية ونفسية، هي والإعدام سيان، بما يشبه القتل البطيء للحراك والأمل في صمود الفكرة السلمية. فما عجزت عنه الآلة القمعية سوف يحققه الإضراب عن الحياة.. أليس الله يحرم قتل النفس بغير حق في الحياة؟ ألم يكن الماء مصدر الحياة وسبب الوجود؟