ألقى مساء أمس الأربعاء 27 شتنبر 2017 الأستاذ محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب المكلف بالإصلاح الإداري والوظيفة العمومية، بالقاعة الرئيسية للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، محاضرة تعتبر الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي بالنسبة لهذه المدرسة.. وكان موضوع المحاصرة يتعلق بأخلاقيات الإدارة العمومية أو ما يصطلح عليه ب "ديونتولوجي". وقد لقي الدرس تجاوبا كبيرا من طرف الطلبة الحاضرين من خلال طرحهم لعدة أسئلة مرتبطة بالموضوع. "أنفاس بريس" واكبت أطوار هذا الدرس الافتتاحي، وانتهزت الفرصة فأجرت الحوار التالي مع الوزير المحاضر بن عبد القادر:
+ البعض يقول بأن هذه الصحوة في الإصلاح الإداري التي شرعتم فيها لا تتعدى حدود إجراءات شكلية من قبيل الإشهاد والمصادقة على الوثائق؟
- (يضحك) "الصحوة" التي ذكرت مفهوم إسلامي "صعيب شوية"، ولكن ما كاين باس.. وعلى أية حال فالإشهاد هو مجرد إجراء استعجالي من جملة 15 إجراء اتخذناها، وذلك في إطار السياق الفوري والتفاعلي والبناء مع توجيهات جلالة الملك في خطاب العرش الأخير، الذي كان قد أشار فيه إلى عدد من الاختلالات. وبالتالي فنحن اتخذنا هذا الإجراء كما سنعلن عن إجراءات أخرى في بداية شهر يناير المقبل، مثل إطلاق البوابة الإلكترونية الوطنية الموحدة للشكايات، التي سوف تسمح للمواطنين بوضع شكاياتهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم، والإدارة ستكون ملزمة بمعالجتها وتتبعها.. لهذا أؤكد بأننا بدأنا بالإجراء الخاص بالإشهاد لأن له طابعا استعجاليا، على أننا نشتغل الآن على مشاريع كبرىن والتي ستكون عبارة عن تحول نوعي في الإدارة المغربية.
+ هل يدخل مشكل التعاقد الذي أثار جدلا كبيرا في برنامج الإصلاح، خاصة وقد اعتبره الكثيرون طريقة غير مضمونة لا تساعد المتعاقد على الاستقرار وبناء مستقبله، كما وقع بالنسبة للمتعاقدين بالتعاون الوطني؟
- هذا "التعاقد" يوشك أن يصبح عقدة نفسية عند بعض الصحف.. (يضحك).. ينبغي عدم الخلط أو مقارنة متعاقدي التعاون الوطني مع الخبراء المتعاقدين مع الوظيفة العمومية الذي هو إجراء ونوع خاص من التعاقد.
+ (مقاطعا) مثل ما تم بالنسبة للتعاقد مع الأساتذة؟
- لا.. لا.. بالنسبة للأساتذة هذا موضوع آخر، لأنه يدخل في إطار المؤسسات العمومية، بخلاف التعاقد مع الادارة.. لهذا دعني أوضح لك بأن تعاقد المؤسسات التعليمية الخاص بالأساتذة اقتضته الضرورة القصوى لسد الخصاص الكبير المهول الذي كان حاصلا، ولولا التعاقد مع الأساتذة لكنا أمام أقسام مكتظة تصل بين 60 و70 تلميذا، والحكومة والوزارة الوصية واعية بأهمية التكوين البيداعوجي لهؤلاء الأساتذة، وخصصت لهم برامج لتكوينهم.
+ وما هي طبيعة نوع التعاقد مع الخبراء؟
- موضوع التعاقد الخاص بالخبراء مع الإدارة يأتي بحكم أن الإدارة تكون محتاجة من حين لآخر إلى خبراء في الإدارة في بعض المهام المحددة والدقيقة ولمدة زمنية محددة.. بطبيعة الحال فالإدارة لن تقوم بالإعلان أو فتح مباراة لكي توظف الناس مدى الحياة من أجل إنجاز مهمات محددة، وبالتالي فهذا المرسوم الخاص بالتعاقد سيتيح إيجاد عدد من مناصب الشغل بالنسبة للشباب ذوي الخبرات الذين ينتظرون الاندماج في سوق الشغل، وهذا مرسوم موجود في عدد من أنظمة الوظيفة العمومية وتم إنزاله في القانون المغربي منذ عدة سنوات،، والآن الوزارة لجأت إلى أجرأته.