في كتابه "الأخلاق البروتستانية وروح الرأسمالية" ترجمة محمد علي مقلد، يذهب ماكس فيبر إلى أن روح الرأسمالية هو النسكية والتقوية والعاطفية.
ورغم أن هناك عناصر أخرى تربط جدليا الرأسمالية باستثمار عناصر الدين (المسيحي خصوصا). (يمكن تتبع هذه الفكرة في الفصل الثاني بعنوان أخلاق الشغل في البروتستانية النسكية بأقسامه الثلاثة)، فإن النسك والتقوية و العناصر العاطفية المستمدة من الدين هي التي تمنح الرأسمالية روح النجاح والربح.
في تقديرنا أن أبرز شكل لهذا الزواج بين عناصر النسك والتقوية والعاطفة وبين الاقتصاد هو رعاية الفاعلين السياسيين لأنظمة الاقتصاد غير المهيكل (كما في الصورة صحبته)، وإكساب التجارة بعدا هوياتيا ودينيا.
تسويق هذه المزاوجة هو إمعان في توظيف الدين في التدافع السياسي وإمعان في تنفير المتلقين من المؤسسات المنظمة بقوانين وضرائب وغيرها..
إن الشعبوية قد تكون مدخلا مناسبا لإكتساب الشرعية السياسية في البدايات، لكن الإيمان بها كشرط حاسم ونهائي للتدافع السياسي يضر كثيرا بالمؤسسات والقوانين ويجعل السياسة من دون ذوق.