لو أجريت مسابقة لأقصح وجه في العالم لا أظن أن المرتبة الأولى ينتزعها منافس من عبد الإله بنكيران. فهو في مقام "جنيرال" في الشعبوية، و"فنان" في التظاهر بالمسكنة والبساطة.
شوهد بنكيران منكمشا في دراعيته القصيرة وهو متسمر أمام أحد الباعة المتجولين يتفحص " قميجة بلاوية". والسؤال الذي يستفز كل من شاهد الصورة: ما هي الرسالة التي يريد بنكيران أن يبعثها من خلال تسويق رئيس الحكومة السابق لصورة لا يبدو أنها تدعو للاحترام وللمكانة التي ينبغي أن يتحلى بها "رئيس حكومة" كان يشرع القوانين ويسهر على ويضع مراسيمها ويحرص على تنفيذها، ومن هذه القوانين محاربة التجارة غير النظامية، ولو كانت أمام باحة مسجد.
التظاهر بالبساطة والتلقائية والتواضع إلى الحد الذي تساوم بائعا للملابس المستعملة ( البال بالدارجة) وأنت غير مكترث و"مسوّق" للعالم المحيط بك، فهذا قمة قمم التسنطيح". لأن البحث عن شعبية مفقودة بعد خمس سنوات من "الجمر والرصاص" ليس بالتظاهر بالورع والتقوى والمذلة التي تجبر رئيسا للحكومة يتقاضى تقاعدا "خرافيا"، وزعيما حزبيا يقود حزبه الحكومة على افتضاض بكارة عذرية القوانين التي كان يسهر على تطبيقها. نعم.. ما الذي يجبر بنكيران على التبضع وشراء قميجة ثمنها يتراوح بين 10 دراهم و30 درهما في أبعد تقدير؟ هل أفلس بنكيران إلى هذا الحد أم أن خطابه السياسي هو الذي أفلس؟ هل هناك من يوقظ بنكيران ويلكزه بالمرفق ويقول له: بنكيران راك زدتي فيه بزااااف... زير معانا السمطة وحط القميجة... المغاربة ماشي كوانب حتى لهاذ الدرجة!!!!