الداودي: لماذا لا ترى الأحزاب السياسية في السائق المهني إلا ذلك الخزان للأصوات الانتخابية؟

الداودي: لماذا لا ترى الأحزاب السياسية في السائق المهني إلا ذلك الخزان للأصوات الانتخابية؟ عبد العزيز الداودي
مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المحلية والجهوية والتشريعية تزداد وتيرة حملة الاستقطاب على نطاق واسع .واذا كانت العديد من الأحزاب السياسية تسابق الزمن لمنح التزكيات للاعيان ورجال الاعمال وربما لسماسرة الانتخابات ايضا لحصد أكبر عدد ممكن من المقاعد ولا يهم من حصد هذه المقاعد فإنها بالمقابل اي هذه الأحزاب لا تدع الفرصة تمر دون أن تستغل السائقين المهنيين ليس لمنحهم التزكيات وانما لاقتلاع اصواتهم الانتخابية مقابل الفتات او دراهم معدودات ومقابل وعود قد تكون غير قابلة للتحقيق.وهكذا وبعد ان عانى المهني لسنوات طويلة يجد نفسه مرحبا به ويؤخذ بالاحضان من طرف زعماء الاحزاب السياسية الذين يتحولون فجأة الى حمائم بعد ان كانوا صقورا جارحة لم تجد أدنى صعوبة في الإنقضاض على اجساد المهنيين النحيلة.الغريب في الامر ان من كانوا جزءا من الأزمة يطرحون انفسهم كبدائل.وهكذا تعلمنا ومن خلال تجارب الحملات الانتخابية انه كلما حان استحقاق معين الا وشكلت العديد من الأحزاب السياسية اذرعها تحت مسميات مختلفة اما جمعيات مهنية او نقابات أو هيئات او وداديات ليتشابه البقر علينا ولكي لا نستطيع ان نميز الغث من السمين. طبعا هذه ليست بدعوة لمقاطعة الانتخابات فحق الانتماء السياسي هو حق مكفول دستوريا  والمشاركة الواسعة في الانتخابات من شأنها قطع الطريق على من اعتادوا على المناصب والمكاسب .وبالتالي فإن الخيار الوحيد امام المهنيين هو ان يكون صوته امانة في عنقه ومسؤولية جسيمة تستوجب الحرص والتدقيق والتمحيص .وتأسيسا على ذلك لا نراهن على حملات إنتخابية سابقة لاوانها ومفضوحة الاهداف . لسنا لقمة سائغة لاي كان .نصوت لمن نريد ولا نبيع ذممنا من اجل المال او الوهم .نساهم بقدر ما نستطيع في بناء وطن قوي بمؤسساته لاننا نؤمن باننا سنحقق امالنا بقدر الإمكانيات المتاحة لنا. فلنجعل كيد من يعتقدون أننا حائطا قصيرا في نحرهم عبر تعرية اساليبهم الدنيئة في استمالة اصوات السائقين المهنيين فلسنا مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة حقوقنا غير قابلة للتصرف ولا التجزيء وعقولنا  عصية على الترويض والتدجين.