بعد دخول وخروج المجرم زعيم مرتزقة البوليزاريو بجواز مزور، و بالطريقة المعلومة ووقوع ساسة شبه الجزيرة الإيبيرية في المحظور، وظهورهم بالوجه الحقيقي بعد سقوط القناع ..وجه المستعمر القديم لإسبانيا من خلال كل أفعالها وخرجاتها الغير محسوبة العواقب مستقبلا ضد المصالح العليا للمملكة المغربية، والتي تربطها معها علاقات أكثر من استراتيجية، وكلها تصب بالطبع في مصالحها الاقتصادية والسياسية، وبشكل كبير، بسبب المشكل الإقليمي المفتعل لملف الصحراء، والذي يعتبر من مخلفات الحرب الباردة، والذي تستغله إسبانيا لعقود خلت بالمزيد من الضغط على الرباط من أجل الاستفادة الدائمة وزيادة من خيراته البحرية والبرية، في مقابل أو بدعوى أنها تنتمي لمجموعة أصدقاء الصحراء بالأمم المتحدة بين قوسين ..!!
اليوم العالم بأسره يشهد ويرى كيف أن إسبانيا ومعها ألمانيا، وقد ٱشتد سعارهما بعدما ٱعترافت أمريكا (دونالد ترامب) بوحدتنا الترابية، ومعها الدعم الجديد بمناورات مشتركة بالصحراء المغربية ( الأسد الإفريقي) وكله يقوي التقارب الكبير بين الرباط وواشنطن ومعهما تل أبيب، والتحولات الجيوسياسية العميقة بمنطقة غرب شمال إفريقيا، بوابة إفريقيا نحو جنوب وغرب الصحراء..والمستقبل الجديد للتجارة العالمية والشركات الاعتبارية -العالمية.. وزاد معه من سعار الأعداء ٱنتشار خبر ٱكتشاف جبل تروبيك كنز المحيط الأطلسي المتواجد بعمق 1000 متر تحت سطح البحر، والغني بالمعادن النفيسة التي تحتاجها وسائل وأدوات الثورة الرقمية والمعلوماتية عبر المعمورة..وكذلك المواد النادرة وما تحتاجه السيارة الكهربائية في المستقبل القريب (مادة الكوبالت) لتصنيع ما يزيد عن 270 مليون سيارة كهربائية..
لكل ما سبق؛ نؤكد بأننا سنخوض بكل ثقة في قدراتنا حربنا الباردة مع الجارة الشمالية إسبانيا وحليفتها منذ 1975 دولة الكابرانات الجزائر، في غياب أي حضور يذكر للشعب الجزائري الشقيق المغلوب عن أمره بالاضطهاد البوليسي والقمع والسجون و الديكتاتورية الغاشمة للعسكر. والتي تذكرنا بما وقع ويقع ببعض الدول بأمريكا اللاتينية..وهذه الحرب يجب أن لا نخرج منها إلا ونحن منتصرين ضد كل أعدائنا الظاهرين منه والمختفين، في ظل ما يعرفه العالم والمنطقة بشمال إفريقيا من تحولات جيوسياسية عميقة..خاصة وأن إفريقيا صارت مطمع العالم كله من طرف الدول الكبرى، روسيا والصين وأمريكا وأوروبا.
ونحن الدولة الوحيدة التي ٱستطاعت أن تهيئ لنفسها للقرن 21 في إفريقيا من خلال بنية تحتية محترمة، ووسائل تواصل في المستوى الحديث والمطلوب من شبكة تواصلية رقمية وخطوط برية وبحرية وجوية وغيرها..
إذن نحن اليوم قد دخلنا في حرب جديدة هي بالفعل باردة وبدون بارود ولا دخان ولا طائرات ولا مدافع.. وكما يؤرخ تاريخ علاقتنا مع الجارة الشمالية إسبانيا، وهي دائما في مد وجزر، وفي غياب أية مصداقية وثقة في عدو قديم لا ولن تتوقف مطامعه يوما ،ولا نظرته الدونية للمغرب وشعبه..
لكل ذلك فإننا اليوم نخوض معها حربنا الاقتصادية والإعلامية والسياسية على المباشر، ولابد لنا أن لا نخرج منها خاسرين، وهي قد سبق لها كل الإطلاع الإستراتيجي بأن المغرب بعد جائحة كورونا يريد أن يكون قوة إقليمية، وذاك طموحه الطبيعي، ومن حقه الاستراتيجي كدولة تاريخية، لها حضارة ضاربة في القدم..وإسبانيا الاستعمارية تعرف كل ذلك، ولها مخططها الاستراتيجي. وهي الأدرى أنه حين يحصل المغرب على صحرائه باعتراف أممي بعدها ستسقط سبتة ومليلية كأوراق شجرة التوت أو كفاكهة جفت ويبست في غصنها تنتظر زفرة نسيم ريح كي تسقط ..!!
لكل ما سبق؛ لا بد أن ننظر لقدراتنا الذاتية بمفهومنا نحن، لأن هناك دولة لها استراتيجية تعتمدها في اشتغالها على كذا ملفات كبرى وحساسة إذ أنها تحدد المستقبل الصحيح للمملكة العزيزة.. وهي التي تعرف المعطيات الحقيقة ..وما نقدر عليه وما لا نقدر عليه..وما تدبير الأزمة المفاجئة خلال الجائحة إلا فخرا لنا بهذا الوطن العزيز على قلوبنا، ونحن ضمن الصفوف الأولى في محاربة جائحة كورونا..ولعل هذه أشياء قد لا يراها المغربي الذي يعيش أوضاعا جد حسنة، رغم بعض المشاكل في كذا قطاعات يمكن التغلب عليها في إطار المخطط التنموي الجديد..!!
حفظ الله هذا الوطن العزيز ملكا وشعبا من أعداء الشمال والشرق..!!