عبد اللطيف برادة: شذرات من أقوال الحكيم

عبد اللطيف برادة: شذرات من أقوال الحكيم عبد اللطيف برادة
سر الحكمة
من له حِسّاً بالعدالة يقينا سيعلم اين توجد مكامن الظلم
تيقن ايها الباحث عن الحرف الضائع
تيقن أن السر يوجد هنا
ضمن العبارات المبهمة تكمن الحقيقة
فلك الاختيار ما بين وبين
إن كنت لا تصدق ما أقول اذهب بعيدا ولا تقتفي خطواتي
لا تمر من هنا حيث لا يسلك الظل
إن طريقي غير معبدة كما تضن باللؤلؤ والمرجان
فويلٌ للسالكِ دروب لم تطأها قدم من قبل
هنا توجد المفاجآت وهنا كل الاهوال
تودون الحق هذا ما تدعون
لكن هل لمن يدعي معرفة الحق حجة اليقين
ترون الصواب في عبادة ملئها الضغينة
أسميتم ذلك طريق الايمان وان كان في ذلك شوائب الوثن
نعم هناك طقوس لكن حولها لازالت تطوف معتقدات بالية
ان إرادة الحقيقة ليست هي نفس ارادة الشعب
الشعب لا يتقبل إلا ما يعلم
إنه لا يميل إلا لما يشاع ويضلل
أحب الاشياء له الكذب المغلف بالمعتقد
وان قدم له دلك حتى وان مزج بألف لفة وعقد بألف عقدة
وحتى ان امتدت حوله كل الظلال ستجدونه يومئ برأسه
انني الباحث الغازي لكل غابات الكذب
وحيث يوجد النفاق ستجدونني اطارده بظلي
ها ولقد اشتد البرد
ومن أجل الدفء لابد لي من اجتثاث الحطب
اقسو بحقيقتي كما يفعل الحطاب بفأسه على الاغصان اليابسة
وددتُ لو تلقوا عنكم أخيراً القناع
انا الباحث الغازي
ولأنني الخطيب المحارب لن أخفي عنكم ما في جعبتي
العقل هو الحياة التي تتقنع وتتنكر لكل ما جبلته عليها الضلالات
العقل هو من يغلق كل توافد وكل الابواب ثم يتساءل عمن.. أين سيأتي الريح
ومع السؤال قد تأتي المعاناة
وما هو العقل اليس هذا هو منبع السؤال
اليس في المُعاناة الخانقة تنمو المعرفة الخالقة
هل علمتم بهذا الأمر من قَبلْ؟
إنّ سعادة العقل هي ان يحور كل شيء على شاكلته
يلون كل شيء بلونه المفضل ثم يتساءل عمن سيختار نفس الاطياف
فمن يفعل كذلك سيكون في اعتقاده أقرب الى الصواب
مدججا بالحجج يقنع العقل حتى بالكذب
ولا يركن العقل للسكينة ويدعن ألا عندما يحض كل الوانه إلا الابيض الفاقع
ولكن حتى ذلك لن يتأتى إلا من تعلم كيف يروض عقله
اتركوا من يتحجج بأكذوبة لان غرضه هو اسقاط الحقيقة
اين كانت الحقيقة سيلتف حولها عقله ألف لفة كما تفعل البوا قبل ابتلاع الفريسة
إنّ عمي الأعمى لن يغير شيئا من قوّة الشمس
اتركوا له ظلاله وعتمته لوحده
الشمس وان لم تحدق فيها لن تشرق ولن تغرب إلا وفي موعدها وبكل دقة
هل علمتم بهذا الأمر من قبل؟
تعلم من النسر كيف تمد جناحيك تحو الافق ولا تتأخر في محاجات الابط
الحلق بجناحيك الى فوق ثم الى ما فوق اينما حلقت ومهما علوت ستجد نفسك أنك لم تلحق تماما بالعلو
في وحدتك قد تحن الى من كنت تستأنس بضجيجهم
لكن كيف لك ان لم تكُن طائراً متوحشا، أن تبني عشّا فوق اعلى القمم
لا تركن للصمت القاتل في الأعالي وغالب العزلة بالنشيد
لا تتوقف عن الرقص أيها المصارع لان الرقص مفتاحك للنصرة
ليس أوضع شيئا وأكثر حقارة من حاسد
ان لاقيت شخصا بمثل هذا الظل فاتركه هو وحسده لا شك ان حسده قد يمتلكه الى حد افتراسه بالكامل
من هو ذاك اللعين الذي يتابع ظلك ليل نهار وهو يتساءل
لما اركض وراء خطوات تستبقني دوما
لما اركض بعناء ومن دون جدوى حتى
من هو ذاك
أليسَ هو مُفسِد أفراحٍ ذاك اللعين وعين سوء
أليس هو ذلك الحاسد
ها هو يُقبِل عليك وهو يلوك بفمه ألف ابتسامة حتى لا تنكشف ألاعيبه
وما هي حكمتك ايها الغارق في الصمت سألتني هكذا ذات يوم الملهمة كاشفة الأسرار
ولما تتملص منه عند كل مقابلة ومن هو ذاك
فاكتفيت بالصمت لان الصمت لدي هي ام الحكمة
وعن دلك سألتني الحياة ذات مرّة: مَنْ هي إذاً هذهِ الحكمة ؟
أجبتها بحماس : آ .. طبعاً هي ان تتخلص من السؤال وان تعلم اين تضع خطاك من قبل ان تخطو
كثيرا ما يتعطّش المرء إليها، ولا يرتوي أبداً
ينظرُ المرء إليها إلا من خِلال سراديب الحُجُبْ
ويُلاحقها كفراشة بشِباكْ، طمعاً في القبضِ عليها
هل هي جميلة؟
فما أدراني بذلك
لكن متقلّبة هي وحائرة
وكثيراً ما رأيتها تعّض على شفتيها من فرط الندم
وتأتي الأمور بعكس ما تأمل، مثلَ الريح
آهٍ يا أصدقائي , إنّهُ اللغز هذا الذي يسألُ من داخلي
لتغفروا لي حُيرتي لقد بغضت حلّ اللغز
لتغفروا لي حلول السؤال من غير أدنى جواب
ذاك انني اصبحت ألف السؤال ولا ارغب أن أجيب لكي يظل معي يؤنسني في عزلتي..