هشام حمدي: غياب الإرادة السياسية لإصلاح التعليم..!!

هشام حمدي: غياب الإرادة السياسية لإصلاح التعليم..!!

تحل سنة دراسية جديدة في البلاد، ويتقين الجميع بأن نتائج ومنتوج السنة الفارطة خيب ظن أولياء الطلبة والتلاميذ قبل المسؤولين. ولست هنا في هذا المقال القصير بصدد تشريح الأسباب وشرح والعوامل الحقيقية للأزمة المزمنة في تعليمنا، لأن السنة السابقة مثل سالفاتها، بسبب تكدس عدد كبير من التلاميذ في القسم الواحد (55) ومدرجات الجامعات المزدحمة والتي تنافس حافلات النقل العمومي، وخصاص ظاهر بيداغوجي لدى الأساتذة الجدد وضعف مهول في التكوين بالنسبة للجدد من المعلمين المتعاقدين، ونقص في البنيات التحتية والتجهيزات (مدارس، إعداديات، ثانويات، مكاتب، مكتبات، طاولات.. الخ).

يضاف لما سبق غياب الإرادة السياسية في إصلاح وتغيير التعليم بالرغم من رفعها لتلكم الشعارات أثناء وبعد الحملات الانتخابية، أيضا عدم إيجاد ووجود استراتيجية وفي ظل تسيير وتدبير قطاع بطريقة غير رشيدة وغير حكيمة للموارد المالية والبشرية، لقد أصبحت مدارسنا تعنى بكم عدد المسجلين وليس بنوعية وجودة المناهج التي سيتم تعليمهم بها ولا بكيفية تدريسهم لها مما ينتج عنه أسلوب غير سليم تكون أداته الأساسية التلقين والحفظ وغياب النقد والسؤال لدى المتعلمين، الذين تعاني أسرهم من غلاء الكتب ومصاريف التأمين والتسجيل وانخراط في جمعيات آباء وأولياء التلاميذ التي كل همها جمع أموال الانخراطات، ثم الدخول في سبات عميق بحيث لا تقوم بدورها ليس فقط في رقابة قيام الأساتذة والمعلمين بواجبهم تجاه فلذات أكبادهم، بل ولا تقترح ولا تنظم أنشطة موازية فنية أو ثقافية أو تنظيم مسابقات في القراءة والرياضة مع العلم أن مالية صندوقها سمين ولا يحتاج لتعقيدات الإداريين.

أخيرا، الكثير من مشاكل المغرب تعود بالأساس إلى تراجع دور وزارة التعليم، وإذا كنا نحمل قطاع التعليم ما يشهده المغرب من تخلف وانتكاس وإفلاس التربية، فإن دور المثقف والثقافة في إصلاح التعليم لا يقل أهمية، لذلك فإن إصلاح التعليم يبدأ برفع ميزانياته ثم بإصلاح لا مناهجه بل رجالاته والذي قال أمير الشعراء أحمد شوقي في حقهم: "قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا".. وقبل كل ذلك نطالب بتعليم المرأة والقضاء على أميتها، ومحاربة الهدر المدرسي في القرى والمدن، فالمرأة خصوصا الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

الإنسانية هي الحل.