في سياق السجال الدائر حاليا حول مشاركة الأمينة العامة للحزب الإشتراكي الموحد نبيلة منيب في ندوات حوارية بين الأصوليين والعلمانيين، توصل "أنفاس بريس" بمساهمة محمد صلحيوي، عضو المجلس الوطني للحزب الإشتراكي الموحد، ندرجها كما يأتي:
"إن الإنتقادات والتعاليق التي كانت في البداية من داخل الحزب، حول مشاركة الرفيقة في ندوات حوارية بين الإسلاميين والعلمانيين، والذي تبين أن الأمر يتعلق بحضورها للقاء واحد بأسطنبول منذ مدة غير قصيرة، منظمة من طرف جمعية قرطبة بجنيف، كان يمكن لرأي رفاق أكن لهم كل التقدير النضالي، أن يكون مجديا وبانياً لو اندرج في سياقه السليم، فلا أحد فوق النقد والتقويم والمراقبة أيضاً، بمن فيهم الأمينة العامة للحزب. خطأ اللحظة واللفظ والمضمون والمكان والوسيلة، قلب الهدف التنظيمي إلى نقيضه، وكلنا يعرف أن جدل التناقضات في الواقع الموضوعي تقلب الأشياء إلى نقيضها، فما كان صحيحاً بالأمس أصبح خاطئاً اليوم، وهذا ما لم يدركه رفاقي الأعزاء في موضوع لقاء إسطنبول، وواقع الحال للراهن يؤكد هذا المنطق العقلاني الصارم الذي يجب التسلح به ونحن ندافع عن حق أصيل، فأن يتحول نقد الرفاق إلى هجوم مضبوط وممنهج من خارج الحزب على الأمينة العامة ومعها الحزب برمته يعني وجود أهداف أخرى غير التي في أذهان المناضلين. إن دفاعي عن السيدة نبيلة منيب، كما يحلو للبعض تسميتها بذلك، مستكثرين عليها الأستاذة أو المناضلة، أقول، دفاعي عنها لا علاقة له بالتبجيل وهو من قيم الفكر التقليدي التي يجب القطع معها، ولا علاقة له بأي نزوع تموقعاتي، ولا علاقة له بأي بروباغاندا تسويقية لشخصها، تقديري أنها ليست في حاجة إلى كل ذلك.
نعم، أنا الذي أطلقت عليها "أيقونة اليسار" كما كنت وراء مجموعة من الصياغات والمواقف، منها الصياغة التركيبية لموقف الحزب من الحراك الشعبي بالريف. لا أطلب اعترافاً ولا شكوراً، كل ما أتمناه، تقدير ما تمثله هذه المناضلة في سياقنا السياسي والقيمي. ولكي أكون أكثر دقة، فقد قلت في تقديمي لها في الناظور، إلى حضور المركب الثقافي 14-07-2017،شيئان مميزان للرفيقة نبيلة منيب:
لا تعرف بالإرتباط بأب أو بأخ أو زوج، إنها معروفة بشخصيتها وقدراتها أولاً،وأنه لم يسبق لها أن قالت أن لها مشروعٱ، بل دائمة التأكيد أنها تعبر عن المشروع المجتمعي للحزب الإشتراكي الموحد، وهذا هو المميز الثاني في أدائها.
وبالمناسبة، والمناسبة شرط، فقد نبهت إلى أن زيارة الأمينة العامة للريف ومعها عضو المكتب السياسي الرفيق محمد بولامي والرفيقة سميرة بوحية منسقة القطاع النسائي الوطني، ولأقاليمه الثلاثة، فيه مغامرة، وجوابي: ومتى كان الفعل النضالي لا يحتمل قدراً من المغامرة، خصوصاً وأن الحزب الإشتراكي الموحد هو الوحيد الذي تواصل مباشرة مع نشطاء وأهل الحراك الشعبي بالريف وعلى مستوى أمينته العامة، وهذا كلام والد المناضل ناصر الزفزافي، والوحيد في حدود علمي الذي سمى دورة مجلسه الوطني 11 بدورة الشهيد محسن فكري، والدورة 12 لنفس الهيئة بدورة الحراك الشعبي بالريف.
ذلك مايغيض أوساط ودوائر المحافظة والرجعية وسلالات المتياسرين التائهة، ومن هنا قناعة الدفاع عنها.
للتذكير، إن تلك الأوساط هي التي كانت وراء مختلف حملات الهجوم على نبيلة منيب، بدءًا من الأيام الأولى لولايتها، مروراً بأقلام التمخزن، ومحاولات شق الحزب نقابياً وشبيبياً، وصولاً إلى راهنهم هذا، والهدف غير المعلن لكل ذلك،إفشال تجربة إمرأة يسارية في قيادة حزب يساري، لأن تجربة نبيلة منيب تشكل إختراقاً حقيقياً لسقف التقليد،ودرس في المساواة، وإقبار لمقولة"المرأة عورة"ومن هنا الدفاع عن نبيلة منيب.
وللتذكير ثانية، إن نجاح أي تجربة اجتماعية أو سياسية مرتبط بمدى فرزها لرمزها ومعبرها، وأقرب مثال، ولكي لا أذهب بعيداً، الحراك الشعبي بالريف الذي أوجد مناضلاً له ميزة خاصة وهو المناضل المعتقل ناصر الزفزافي، نفس الشيء بالنسبة للحزب الإشتراكي الموحد الذي أفرز نبيله منيب وبكاريزميتها الخاصة. وهذا بالضبط ما يغيض العقلية التقليدوية.
ولأطرح السؤال من جديد:
ماهي أهداف الهجوم الإعلامي، ولماذا في هذا التوقيت بالتحديد؟ وماهي أهدافه المباشرة؟
وجاهة السؤال مستقاة من طبيعة اللحظة الراهنة، وطنياً وحزبياً.
إن الجواب على السؤال أعلاه لن يكون سليماً إلا بوضع هذا الهجوم الإعلامي في سياقه الحقيقي،وفقط من سياقه، نتمكن من الإمساك الملموس يماهية الأهداف المرسومة له.فلا بد إذن من عقد تقابل مقارن ما بين حضور ندوة قديمة بكل حمولاتها التي يمكن أن تناقش ضمن وضعية ومناخ مغاير، وما بين المنجز الحزبي والتطور السياسي الوطني، ودور الحزب ونبيلة منيب ضمنه. بخصوص الجانب الأول، إن الرفيقة الأمينة العامة هي المؤهلة لتدقيق وتوضيح تقديرها لطبيعة الدعوة والصفة التي حضرت بها،وما يهني هناهو، وحسب المعطيات الواقعية، لماذا تأخر طرح النازلة حتى اليوم، مع أن المشاركة قديمة، خصوصاً وأن حضورها لم يكن سرياً؟ ولماذا لم يبادر أحد لطرح الموضوع علانية في إبانه؟ ولماذا تم النهل في الهجوم على نبيلة منيب، من نفس القاموس الذي هوجمت به لحظة تدقيقها للموقف من الأحزاب المتمخزنة (الزلات-العنجهية-الغرور)؟ ولماذا تتم عملية تبخيس وتسفيه المؤسسات الحزبية (المكتب السياسي-المجلس الوطني) الآن؟
تمسك بالجواب من خلال طرح المعطيات التالية:
1 - الحراك الشعبي بالريف:
إن نجاح الحزب الإشتراكي الموحد وفيدرالية اليسار الديموقراطي في صياغة موقف وسلوك من الحراك الشعبي بالريف،وبشكل متميز، يركب ما بين المضمون للشعبي للحراك كحركة اجتماعية مستقلة، مع انخراط يساري داعم للعريضة المطالبية المؤطرة، أسقط القناع عن الدكاكين الإدارية والمتمخزنة.
2 - تركيز قيادات داخل الفيدرالية، ومنها قيادات تاريخية للحزب الإشتراكي الموحد على ملف المعتقلين وأبنائهم،وخوض حملة تحسيسية للضغط لإطلاق سراحهم،وموعد الشروع في محاكمة مجموعة المناضل ناصر الزفزافي قد حدد.
3 - الإنتخابات الجزئية التشريعية بتطوان، وفضيحة حزب الأغلبية،ومن الصدف ترشح إمرأة مناضلة باسم الرسالة وهي الرفيقة فاطمة الومغاري.
4 - مقال الرفيقة نبيلة منيب "البؤساء: المسلسل الذي يجب أن ينتهي"والذي فككت من خلاله حال المغاربة ومخارج الخروج منها، وهو القول السياسي المباشر المؤطر.
5 - شكل إحياء الذكرى السادسة والتسعين لمعركة أنوال، وفي شكل مسيرة وطنية بالحسيمة،وضمن مسيرة الحراك الشعبي بالريف،وبمشاركة رسمية وميدانية لمكونات اليسار والكونفدرالية الديموقراطية للشغل، والذي استشهد فيها عماد العنابي والحداد، تطورا نضاليا وطنيا.
6 - مؤتمر الحزب الذي سينعقد ضمن تطورات الحراك الشعبي بالريف، والمؤتمر السابق كان داخل أجواء حركة 20 فبراير.
عود على بدء...
إن المعطيات الستة،وبشكل تظافري،طبعاً إضافة لمجريات وطنية أخرى، تحدد أطراف الصراع الميداني،وبانتهاء صلاحية خلق الأحزاب الإدارية، وكاريكاتورية الأحزاب المتمخزنة،وبتحول الريف إلى وضع وطني،بعد فشل خطة الإيقاع بين الحراك الشعبي بالريف وعموم المغاربة،،،، بعد كل ذلك،،،،، لجأوا الآن إلى الضغط على الحزب الإشتراكي الموحد في شخص أمينته العامة نبيلة منيب".