بمبرر صلاة الجمعة.. الوزير حصاد ينبطح لليمين الأصولي ويضحي بمصلحة 8 ملايين تلميذ

بمبرر صلاة الجمعة.. الوزير حصاد ينبطح لليمين الأصولي ويضحي بمصلحة 8  ملايين تلميذ

بعد الهجوم الكاسح على رجال التعليم المنتمين للعائلة اليسارية، ورجمهم بالباطل واتهامهم بـ"شيطنة" المدرسة العمومية، لا يبدو أن ذلك التصريح الذي تفوه به محمد حصاد، وزير التربية والتعليم، كان مجرد "زلة لسان"، لكنه جزء من "العقيدة" التي أصبح يؤمن بها وزير الداخلية السابق التي يتجه إلى "دعشنة" المدرسة العمومية.

المذكرة عدد 17-098 الصادرة بتاريخ 7 شتنبر 2017 التي أصدرتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بخصوص تغييرات "مواقيت" الحصص الدراسية "استثناء" في يوم الجمعة بهدف "تيسير أداء صلاة الجمعة، حيث ستنطلق بالنسبة لمؤسسات الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي على الساعة الثالثة بعد الزوال عوض الثانية، على أن تنتهي في السابعة مساء، في حين ستنطلق على الساعة الثالثة أيضا، بالنسبة لمؤسسات التعليم الابتدائي، على أن تنتهي حسب الغلاف الزمني لكل فصل، لا ندري هل هي "مذكرة" وزارية أم "فتوى" داعشية.

"مولانا" حصاد بدل أن يحرص على تجريم "التهاون" و"التكاسل" و"السليت" من الحصص الدراسية يوم الجمعة بمبرر أداء شعيرة صلاة الجمعة، يضيف من الوقت "المستقطع" من الزمن الدراسي "المهدور" ساعة زمنية من "العبث"، ويمطط الحصص الدراسية حتى الساعة السابعة مساء، وبذلك يحكم على التلاميذ بالدراسة ليلا، فبحسبة فلكية بسيطة النهار سيصبح قصيرا في فصل الشتاء وغروب الشمس يتزامن مع الساعة الخامسة مساء، و"فتوى" حصاد ستجعل التلاميذ "رهائن" في أقسامهم إلى السابعة مساء، أي سيقضون من الليل ساعتين وهم في حجراتهم الدراسية مثل "الخفافيش". كل هذه الضجة و"القيامة" غيرة من "مولانا" وزير التربية والتعليم على أداء مناسك شعيرة صلاة الجمعة، مع العلم أن "العمل عبادة"، وصلاة الجمعة لم تكن يوما تتعارض مع الزمن الدراسي. "مولانا" حصاد كان يمكن أن يجتهد أكثر وعوض هاته "التشوهات" في استعمال الزمن الدراسي، كان عليه بقوة عقيدته إيمانه أن يناضل من أجل حذف الساعة الإضافية التي فرضت على العابدين/الموظفين أداء صلاة الجمعة في الساعة الثانية بعد الظهر، أي مع بداية النصف الثاني من اليوم الدراسي.

المجال هنا لا يسمح لنا بالحديث عن "النيّة" التي هي مقدمة لأي طقس من الطقوس الدينية، ومنها الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والكذب والمكر والخداع والغش والنميمة والغيبة، وجميع الخصال الدنيئة التي حرمها الإسلام، ومن لم تنهه صلاته فلا صلاة له.

الحديث لا يتسع للكلام عن فئة من الموظفين "المنافقين" الذين يستفيدون من "رخصة" مولانا حصاد لـ"التكسّل" في بيوتهم عوض زيارة بيوت الله يوم الجمعة والتخشّع في صلواتهم.

لن نخوض في حرص "مولانا" من وراء إصدار هذه "الفتوى" على تشجيع الأساتذة والمعلمين المنقطعين على الصلاة على تحسيسهم بقيمة الصلاة "جماعة" في يوم الجمعة.

لن نسهب في الحديث عن رغبة "مولانا" حصاد في الاصطفاف مع أصحاب "اليمين" وما أدراك ما أصحاب "اليمين"، نكاية في أصحاب "اليسار" والعذاب "العسير" الذين وعدهم بنار تصلي جلودهم، و "مولانا" حصاد على كل شيء "قدير"!!