موحند أيت يوسف: هل يتبرأ الزفزافي من انحراف حراك الريف بأوروبا؟

موحند أيت يوسف: هل يتبرأ الزفزافي من انحراف حراك الريف بأوروبا؟

حراك الريف بأوروبا، وهو يروم من خلال مسيرة بروكسيل يوم الأحد 10 شتنبر 2017، خلق تنظيم سياسي يرفع عبره من سقف مطالبه، ليتماهى تنظيميا مع "حركة 18 شتنبر لاستقلال الريف"، قد أثار نقاشا قويا وبانزياحات اعتماد سلاح التخوين، بين مكونات هذا الحراك بأوروبا، لتبدأ جولة من تهدئة هذا الجموح التخويني، في خضم الدعوة إلى موعد هذا النزال يوم الأحد المقبل.

إن الذين يستعجلون خلق تنظيم سياسي لما يسمى بريفيي الدياسبورا/الشتات، يرون أن مهمة الزفزافي في قيادة حراك الريف بالداخل والخارج، انتهت بمجرد اعتقاله إلى جانب زملائه الآخرين، وأن هذه القيادة انتقلت إلى حراك الريف بأوروبا، وينبغي أن تعمل بمضمون جديد على قاعدة الانفصال والجمهورية، في  إطار التصعيد مع النظام.

لكن أصحاب التنسيقية الأوروبية، يرون أن حراك الريف بالخارج هو مجرد داعم لحراك الريف بالداخل، وأن ديناميته تنحصر فقط في هدفين: إطلاق سراح المعتقلين، وتحقيق الملف الحقوقي من جامعة ومستشفى... وأن من يحلم بغير ذلك، عليه أن يحتفظ بحلمه في نفسه، حفاظا على وحدة الريفيين بالمهجر.

إذن هناك تفاعل  في الخارج، وسنرى يوم الأحد مآله ميدانيا .لكن بالقابل يهمنا أن نعرف موقف نشطاء الحراك بالداخل، وعلى رأسهم الزفزافي؛ هل هم مع الذين يستعجلون خلق تنظيم سياسي "يقود" الريفيين بالداخل والخارج، أم مع طرح التنسيقية الأوروبية، التي يتهمها الطرف الأول بتبعيتها لإلياس العمري؟

ما نلاحظه أن تعبيرات الحراك بالداخل لها وشائج قوية تربطها بالذين يستعجلون ذاك الحسم التنظيمي بأوروبا، حيث يظهر أن الزفزافي مجرد ضحية في لعبة أكبر منه.

وفي تقديري، على الزفزافي أن ينتفض لكرامته،وقد تم استغلاله، بشكل بشع ،وتم أيضا استغلال حتى مرض والدته،عجل الله بشفائها، مقابل وهم الزعامة.فقد آن الأوان لينتقل الزفزافي  في الانتفاضة لكرامته ، من رد الاعتبار للذات، وله مداخله، إلى رد الاعتبار للريف وله مداخله الأخرى.

ولن أتحقق من انتفاضة الزفزافي، إلا وهو يتبرأ من انحراف حراك الريف بأوروبا، وقد اختزل شخصه، إلى مجرد أرنب سباق- "جابو الله"، على حد تعبير الأستاذ البوشتاوي- في مدار الانفصال والجمهورية.وما عدا هذا المسلك، سيبقى الزفزافي يجنح دائما للفرار إلى مناطق الوهم، ولن يضر الله شيئا.

ما نطمح إليه بالواضح، هو أن يضع نشطاء الحراك أيديهم في يد عاهل البلاد أولا ، بغاية إصلاح استبداد عقلية المخزن، وإعادة ترسيم موقع الريف في خريطة التنمية بالمغرب. وفي ظل هذا التعاقد ،سيجد ملف معتقلي الحراك طريقه إلى الحل تلقائيا، بصرف النظر عن مسار هذا الملف قضائيا الآن. ولن نسأم من دعاء الخير!