عماد عادل: ليس دفاعا عن الهمزة.. بل عن أصحابها

عماد عادل: ليس دفاعا عن الهمزة.. بل عن أصحابها

رسوم التسجيل الدراسي 2500 درهم وقد تصل إلى 4000 درهم.. زائد واجبات شهري "شتنبر ويونيو". عندما تسأل شركات التأمين تخبرك بأن أغلى فاتورة تأمين دراسي في البلاد لا تتجاوز 300 درهم للتلميذ ويمكن أن تنزل إلى 20 درهما.. لا تسألوا عن الفارق فهو يذهب لتسمين حسابات أرباب المدارس الخصوصية التي تجني ملايير الدراهم عند كل دخول مدرسي.. وهو ما جعل القطاع خلال السنوات الأخيرة يسيل لعاب "أصحاب الهمزة الحقيقيين" و المضاربين العقاريين وذوي الشكارة ... الجشع وغياب الرقابة وتواطؤ الدولة يذهب أبعد من ذلك حين يتم النفخ في فواتير النقل و المطعم والحراسة و المقررات المفروضة على الآباء..

حين تفوت الدولة قطاعا استراتيجيا كالتعليم (العمود الفقري لبناء أي مشروع مجتمعي) فاقرأ عليها السلام..  واضرب كفا بكف حين تقتل الدولة مدرستها العمومية و تفرض على مواطنيها هجرة إجبارية نحو "سوق التعليم الخاص"، حيث الشناقة بربطات العنق يتنافسون بعروض مزيفة للإيقاع بألاف الأباء.. و أنزل الستار حين تجد نفس المعلم الذي أمضى صباحه واقفا مجتهدا مكدا في الفصل الخصوصي ناشرا رجليه بعد الزوال في القسم العمومي غير مكترث بأبناء الفقراء..

وإياكم أن تطالبوا الوزير المحترم بمراقبة القطاع الخاص، فهو سوق حر متوحش لم يضربكم أحد على أيديكم لدق أبوابه.. ومن لم يستطع فأمامه مدارسنا العمومية المصبوغة هذا العام بألوان قزح خصيصا لاستقبال أبنائك.