الاعتداد بالذات عند النخبة الفاسية لم يكن له حدود حتى ان المغاربة في تصنيفاتهم ذكروا ان الفاسي يذخر ماله ويأكل مال غيره، أو بلغتهم " تيخبي فلوسو وتياكل ديال الناس." هذا الأسلوب في نمط الحياة عد عند أهلهم شطارة وذكاء وعند باقي المغاربة سرقة. أكن العديد من المغاربة لنخبة فاس كل الحقد واعتبروها غير مسلمة لكثرةً ما كان بها من اليهود المخالطين لهم في التجارة والجوار، بل اتهموهم بعدم الباءة والتشبه بالنساء ، والمراكشيين أضافوا في تمكينهم عليهم فرضا جديدا في نواقض الوضوء حين قالوا لا تجوز الصلاة وراء فاس. هذا العداء لم يغب عن الفاسيين الذين عرفوا كيف يحولون الى تميز وتفرد .مع تطور الازمنة ادركت النخبة الفاسية انها ملزمة بالتحول مع الظروف. صاحبنا الإنجليز حين كان الإنجليز ينوون احتلال المغرب بعد اتفاقية 1856 وصاحبنا الفرنسيين حين وقع السلطان اتفاقية الحماية. وكانت لهم المبادرة في تأسيس الابناك وشركات التأمين التي اغنتهم عن تجارة القماش وأشباهه في السنوات الاخيرة. اختاروا التدين حبا في جني ثمار الطفرة النفطية فكانت نساؤهم اول من ادخل ظاهرة الحجاب في الطبقة المتوسطة، وارتموا في أحضان التغيرات الاقتصادية بان استولوا على منابع الانتاج الفلاحي والصيد البحري كمقدمة للتحكم في معدة المغاربة. على أية حال فان المال وسلطة المال جعلتهم يفعلون أي شيء. حتى أن أهل تافيلالت يطلبون الله ان يدخل أهل فاس الى الجنة و "يديهم هما لفاس باركا عليهم".