ان الذي يتتبع طبيعة الانتقادات الموجهة لها ...يكاد يجزم بأن حضورها اللافت..بات يشكل عقدة مرضية لدى البعض...أو في أضعف الأحوال عقبة في وجه المشروع الذي يؤسسون له...فقد ذهب بعض هذا البعض...الى النبش في جذورها العائلية...واكتشفوا أن في انتسابها لأسرة ميسورة ...سبة على الجبين...أو لعنة ينبغي أن تغطي على شخصها ومسيرتها للأبد..بل ودعا أحدهم صراحة الى طرد أبناء الميسورين من دائرة اليسار بالجملة..بدعوى أنهم لا يمكن أن يشعروا بمعاناة الشعب... كل هذا اللغط ..لم يظهر هكذا فجأة ...ودون سابق مقدمات...فقد تم استغلال النشر المكثف لخبر حول نشاط حضرته منيب في اسطمبول منذ شهور...الى جانب شخصيات مختلفة..ومنها اسلاميون...وكأنه إشارة لانطلاق ماكينة الهجوم...فاستلت السكاكين بشكل هستيري ...لتقطيع الصورة والطعن في مصداقيتها...والغريب أن من استطاب اللعبة واستملحها ..يساريون جذريون ...كأنهم وجدوها فرصة لتصفية حساب ما...فانبرت الأقلام ساخرة ساخطة..تبشرنا بأن الحوار مع الإسلاميين خط أحمر..متجاوزة وضعهم الإشكالي في تحالفهم مع جماعة القومة...وكأنهم بذلك يصرخون في الناس أن"لا تقربوا الصلاة..... مسألة الحوار مع الاسلاميين ليست جديدة على اليسار..فقد سبق أن أثيرت في أكثر من مناسبة...ولا زالت مستمرة دون أن يتم الحسم فيها...شأنها شأن العديد من القضايا الخلافية...وكانت أقوى المحطات إثارة للموضوع...تلك التي تلت طرح ما اصطلح على تسميته بالكتلة التاريخية...ولأن أساليب الحوار بين أكثر يساريينا هجومية في الغالب الأعم..فهو يبدو وكأنه مجبول على الجلبة...جتى لا يصل إلى نهايته... لقد استطاعت الدكتورة منيب أن تصل إلى قيادة حزب محترم رغم أنف الكثيرين...وطبعت مرحلتها القصيرة بأسلوب مختلف في التدبير السياسي والتنظيمي...فهي حاضرة بقوة في كل المعارك...ولم تتأخر أبدا عن أية محطة وازنة في تقوية مسار اليسار...قد يحدث أن يختلف معها البعض...وهو أمر طبيعي جدا..أن لم نقل انه صحي...والتعامل مع عثراتها وأخطائها ينبغي أن يتأسس على قاعدة المشترك...وهو كثير..والعمل على تقويته بدل التطوع المجاني لقيادة حملة التبخيس والتيئيس...