يتطرق ادريس الكنبوري، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لمهاجمة الشيخ الحدوشي لشخصه على خلفية السجال الذي دار بينه وبين الشيخ الكتاني حول دعوة بعض النشطاء بحراك الريف الى مقاطعة نحر أضحية العيد، مشيرا -في حوار مع "أنفاس بريس"- الى أن نحر الأضحية ليس سوى سنة مؤكدة وليست فريضة مؤكدة. وحذر الكنبوري من خطورة انتقال العنف الرمزي في مواقع التواصل الإجتماعي الى واقع.
+كيف تقرأ هجوم الحدوشي على العلمانيين في المغرب، وعلى رجال الإعلام عموما وعليك علىوجه الخصوص؟ولماذا هذا التوقيت بالذات ؟
++فيما يخصني فانا لم أتكلم عن الحدوشي، كما أنه لم يعط رأي في تدوينته، وقد بنيت موقفي على خبر نشر في بعض المواقع والصحف الورقية فيما يتعلق بموقف الشيخ الكتاني من ارتفاع أصوات داعية الى مقاطعة نحر أضحية العيد. والحدوشي من باب كونه مدين للكتاني بأشياء كثيرة وربما يعتبره صاحب الفضل عليه، قرر الدفاع عنه، حيث جاء في تدوينته : " سيدي الحسن الكتاني الشريف ابن الشريف...العلامة.." وهذه أمور تلزمه، ومن هذا المنطلق شرع في التهجم على من أسماهم " بني علمان " وأعتقد أن الحدوشي وقع قي خلط، فهو يعتبر أن كل من خالفه او خالف الكتاني ينتمي " لبني علمان "..كما أن لم يناقش أو يدلي برأي، بل يتهجم وهذا أمر شائع عنه من خلال كتيباته وتسجيلاته وتصريحاته على " اليوتوب " ..هو إذن إنسان سباب وقليل الأدب..وأعتقد أن هجوم الحدوشي على العلمانيين وعلى رجال الإعلام ليس بجديد ..
+هل يكشف هجوم الحدوشي الأخير ووقوفه الى جانب الكتاني وجود تنسيق بين شيوخ السلفية الجهادية ؟
++لا أظن أن هناك تنسيق، لأنه لاوجود لشيوخ السلفية الجهادية حاليا، ولا وجود للمشيخة بالمغرب بالمعنى العلمي للكلمة، ولا وجود لأي تنسيق بين هؤلاء لأن هناك صراعات كثيرة بينهم، حيث سبق للحدوشي أن اتهم أبو حفص بالفسوق، كما سبق له أن هاجم الشاذلي، والحرب بينهم ضروس، والحدوشي لديه علاقة مع الكتاني ويعتبر أن كل ما يعني الكتاني يعنيه.
+جاء في تدوينة الحدوشي " حفنة بني علمان الذي يحاربون الشعائر "، فماذا يقصد بكلامه ؟
++إنه يقصد الداعين الى مقاطعة نحر أضحية العيد من كرف نشطاء بحراك الريف ، أما بعض الذين انتقدوا الشعيرة ووصفوها ب " الوحشية " فلست من المؤيدين لهم، وأنا تحدتث فقط عن الداعين الى مقاطعة هذه الشعيرة المنتمين لحراك الريف، علما أنه سبق للمسلمين في العديد من المرات أن رفضوا أداء هذه الشعيرة بسبب الفقر أو الطاعون ، وقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن دعا الى الإمتناع عن نحر أضحية العيد بسبب وجود خصاص في رؤوس الأغنام. وأعتقد أن نحر أضحية العيد هي سنة مؤكدة بمعنى أنه يمكن أدائها أو الإمتناع عن ذلك، ولسلفيون يعانون من خلط: فهو يعتبرون أي شعيرة بمثابة فريضة مؤكدة..
+وكيف تنظر الى مهاجمة الحدوشي لرجال الإعلام وتشبيههم ب " البهيمة " التي لايهمها سوى " العلف " فماذا يقصد بذلك ؟
++فيما يخص قضية " العلف " فالمعني بالإجابة عنها هو الحدوشي..فماهو مصدر " علف " الحدوشي أولا ؟ قبل أن ينظر ل " علف " الآخرين، من ناحية ثانية فالصحافة مهمتها هي البحث عن الخبر. وقد أضحت مواقع التواصل الإجتماعي مصدرا من مصادر الخبر، فلما يطلع الصحفي على تدوينة معينة لسلفي معين يمكن اعتباره شخصية عمومية ومؤثرة في صفوف تلاميذه فهذا بالنسبة له مادة خبرية، ومادام الحدوشي يرفض نشر مثل هذه الأخبار فما عليه سوى الإمتناع عن نشر التدوينات أو توضيح موقفه بشكل واضح عبر بيان وما شابه ذلك، فما ذنب الصحافي في هذه الحالة ؟ ليس عليه أي ذنب..
+ألا يدعو العنف الرمزي المتفشي في صفوف السلفيين على مواقع التواصل الإجتماعي الى التخوف من عودتها هؤلاء لممارسة العنف في الشارع ؟
++يجب التخوف، فالعنف الرمزي هو دليل على أن السلفيين لو أتيحت لهم الفرصة سوف ينتقلون الى ممارسة العنف المادي، وقد عبرت عن هذا في تدوينتي حيث أشرت الى أن الحدوشي مارس العنف الرمزي، فهو سليط اللسان لكن القانون منعه من الإنتقال من اللسان الى اليد، وأعتقد أن المسائل الخلافية مثل ممارسة شعيرة عيد الأضحى لا تستحق إخراج الناس عن الملة، فأنا لم أطعن في أمور كبرى ومقدسة تخول للحدوشي إخراجي من الملة. والحدوشي ليس مخولا له ذلك، فهناك المجلس العلمي الأعلى الذي يمكنه إصدار فتوى في الموضوع لوضع حد لهذا السجال.