سفيان الحتاش:في الحاجة لإيجاد مخرج لحراك الريف

سفيان الحتاش:في الحاجة لإيجاد مخرج لحراك الريف

عندما بدأ الحراك الشعبي بالريف غداة مقتل المرحوم محسن فكري بتلك الطريقة التراجيدية، ناديت مع كثير من القوى الحية بالريف الى هيكلة الحراك و تنظيمه ومأسسته لتحصين مكتسباته ولتوسيع دائرة النقاش بين كل نخب المنطقة وأطيافها، رغم التشويش والمزايدات الفارغة الذي ووجهت بها من طرف بعض قاصري النظر وبعض المغرضين الذين وصلت بهم الوقاحة والجهالة الى التعرض لشخصي والترويج لسخافات وخرافات من وحي نفسيتهم المريضة. الا انه وللاسف الشديد تم تجاهل تلك الدعوات وتم الاستثئثار بالحراك والاستبداد بالرأي وخون كل من اختلف مع"قيادة" الحراك واطلق العنان للغريزة و الخطابات الحماسية والعشوائية ودخلت اطراف على الخط اطراف حرفت الحراك عن مساره الطبيعي واعطيت الفرصة لانتهاج الحلول الامنية وتم عزل الحراك بعد تصيد اخطاء قيادته القاتلة ورميه بالطائفية السياسية والانفصالية والاثنية وما زاد الطين بلة هو دخول نخب الريف في صمت اهل القبور للافلات والنجاة من سهام التخوين . هذه الاخطاء كانت قاتلة لدينامية الحراك رغم مكابرة المكابرين ، والنتيجة اليوم الوصول الى الحائط المسدود بعد انحسار الحراك ونجاح السلطة في احتواء كثير من مواقع الحراك بعد ايجاد مخارج تفاوضية مع قيادة الحراك النقابية في ترجيست وكذا موقع العروي الذي تم الافراج عن معتقليه . والسؤال المطروح اليوم هو ماهي المخارج الممكنة للازمة واطلاق سراح المعتقلين القابعين في سجن عكاشة والحسيمة؟ في تقديري الخاص ان المرحلة تتطلب التوافق على حد ادنى من الارضية السياسية بين جميع الفاعلين الريفيين بما في ذلك من هم في الاحزاب والدكاكين والا فان موازين القوى مختلةبشكل كبير والمعتقلون لا قدر الله سيقضون عمرا من حياتهم في السجن. الامر يتطلب اجراء حوار مع مؤسات الدولة بتشاور وتنسيق مع عائلات المعتقلين والمعتقلين انفسهم وهيئة دفاعهم لانضاج حل معين دون ذلك فستظل الحلول الامنية هي السائدة لانه في اخر المطاف فان ملف الريف هو ملف سياسي اكثر منه حقوقي يجب اعمال السياسية لايجاد حلول تفاوضية.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد