عبد الوهاب دبيش: هذه هي حصيلة العلاقات مع جار يعتبر المغرب عدوا استراتيجيا وليس شريكا اقتصاديا

عبد الوهاب دبيش: هذه هي حصيلة العلاقات مع جار يعتبر المغرب عدوا استراتيجيا وليس شريكا اقتصاديا عبد الوهاب دبيش
علمنا تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية أن الثابت عند الإسبان تجاه الجوار الجنوبي أن يبقى المغرب ضعيفا ومشتتا وعديم القدرة على التخلص من مشاكله.
هذا الرهان لم يكن وليد اليوم ولا الأمس القريب، إنه غاية استراتيجية واضحة منذ العصور الوسطى ومستمرة إلى ما لا نهاية.
توحدت إسبانيا في القرن السادس عشر بعد أن تم احتلال الثغور المغربية من مليلية وإلى راس بوجدور، ومعه جزر الكناري. 
ومكن احتلال إسبانيا والبرتغال هذه المناطق من تحوير الطريق التجاري الأساسي الذي كانت سبتة أهم مراكزه من تدمير سجلماسة أهم رموز التجارة الصحراوية، العمود الفقري لاقتصاد المغرب المريني ومصدر قوته واستقراره وتألقه .
باحتلال سبتة ومليلية نجح الإيبيريون في ضرب المغرب في مفصل قوته واقتصاده ومكنهم أيضا بجعل المغرب منشغلا بهمومه الداخلية أكثر حتى لا يقوى على ضرب مصالح اسبانيا الاستعمارية في الشمال. وهكذا تمكنوا من هزمنا في كل المعارك: حرب تطوان، احتلال المناطق الصحراوية الجنوبية منذ نهاية العقد الثامن من القرن التاسع عشر، حتى انتصار أنوال لم نستطع استثماره لأنه جاء والبلد مقسم بين تركتين استعماريتين هما فرنسا وإسبانيا ومدينة تحت حماية دولية هي طنجة.
هذه هي حصيلة العلاقات مع جار يعتبر المغرب عدوا استراتيجيا وليس شريكا اقتصاديا، يمكن من تطوير المجال الحدودي بينه وبين جاره.
إسبانيا نجحت في جعل الشمال المغربي يعيش ثقافتها ويتبناها، يهيم في بطولتها الكروية، ويتكلم لغتها ويغرق موائده في سلعها ومنتوجاتها، ويخرب اقتصاده بتجارتها المهربة و.. و.. و...و...
إسبانيا يدخلها أكثر من ستين مليون سائح أغلبهم يزور بنايات ومآثر تاريخية مغربية الهوية والصنع. أياد مغربية امازيغية هي من بنت الصومعة الخالدة «الخيرالدة» كما ينطقها الإسبان بعد أن غيروا حقيقة نطقها واسمها وصفتها، إنها توأم الكتبية وحسان، المغاربة من شيد قصر الحمراء الذي يشبه مدارس فاس المرينية التي تنعش الخزينة الإسبانية بما يفوق عشرة ملايين أورو.
الإسبان من ينعش اقتصاد التهريب الذي يضيع على الخزينة المغربية ما يفوق أكثر من عشرة ملايين درهم. وهم من يستفيد من اتفاقية الصيد التي تبرمها كل أربع سنوات مع أوربا، مضيعة علينا أكثر من عشرين مليار درهم كقيمة مضافة، يمكن أن تنمي من الرفع من جودة الحياة المغربية، وهي من يغرقنا في البطالة بسبب اتفاقية الصيد الذي يدخل كل خيراته إلى إسبانيا ومطاعمها. 
 إسبانيا لن ترانا إلا كعدو استراتيجي، ولأجل ذلك تتحالف مع أي كان لإضعافنا وتلهينا عن المشاكل الحقيقية. لن نكون بالنسبة إليها إلا كخصوم. 
لأجل ذلك، فإن البداية هي أن يكون المواطن على وعي بهذه القضية ولن تركع إسبانيا إلا بـ:
عدم تجديد اتفاقية الصيد البحري التي تربطنا بالاتحاد الأوروبي. وإذا كان لابد، فالأولى أن نبرمها مع دول الاتحاد الأوربي منفردة، على أساس ألا يشمل الاتفاق سفن الصيد الإسبانية، وهذه لعمري الضربة القاضية لها، لأننا نعلم ما يمثله السمك في موائد الإسبان، خصوصا بالجنوب الأندلسي.
القطع مع التهريب الذي ينعش بعض المهربين وبعض الانتهازيين من الشمال وتعويضهم بأنواع زراعية مدرة للدخل مثل انتاج الفواكه الصيفية والجافة تماما، مثل ما تفعله تركيا في انتاج التين ومشتقاته.
تقنين الكيف لما له من دور في القضاء على المهربين الإسبان المستفيدين الوحيدين من تهريب المخدرات.
الوعي بضرورة مقاطعة المنتجات الإسبانية، بدءا بتحويل وجهات الاصطياف المغربية إلى البرتغال والدول الاسيوية ودول أمريكا اللاتينية وإنجلترا وجبل طارق بدل السواحل الاسبانية التي لا ترقى جماليا إلى مستوى شواطئنا الجميلة الممتدة من السعيدية إلى الگويرة. 
فرض حصار شامل على الثغرين سبتة ومليلية، وقطع كل الإمدادات عنهما، بدءا بالماء وانتهاء لاي شيء يساعد الإسبانيين على المكوث بهما. والدفع بملفها نحو الأمم المتحدة باعتبار عودتها إلى التراب المغربي يعني القضاء على رمزية الاستعمار باعتبار أنهما اقدم مستعمرتين بالعالم لحد الساعة.