في سنة 1504تحديدا صرحت ايزابيلا ملكة قشتالة، أن الخير كل الخير لإسبانيا أن يكون المغرب جاهلا فقيرا مشتتا ومريضا، ومنذ ذلك الحين سعت اسبانيا بتحالفها مع القوى الاستعمارية والأنظمة الفاشية إلى فرض الوصاية على شمال افريقيا وعلى المغرب الاقصى تحديدا حيث قزمت حدوده ومزقت وحدته الترابية شمالا وجنوبا وبالرغم من انسحابها مكرهة من الاقليم الصحراوية الجنوبية وتسليمها للمغرب بموجب اتفاقية مدريد لسنة 1975 إلا أنها ظلت مع ذلك لا تعترف ولحدود اليوم بسيادة المغرب على اقاليمه الصحراوية بل اشتغلت ذلك لابتزاز المغرب في ثرواته وفي خيراته البرية وما اتفاقية الصيد البحري على ذلك كما تميز الموقف الرسمي لاسبانيا بازدواجية الخطاب السياسي، إن لم نقل بالنفاق السياسي .فتارة تصرح بأنها تتمسك بسياسة حسن الجوار والتعاون المشترك في القضايا الحساسة كالإرهاب والهجرة السرية والمخدرات لكن حين يتعلق الأمر بالمصالح العليا للمغرب تطرح اسبانيا مبدأ القرار السيادي على الطاولة بل تصل بها الوقاحة حد خرق الاعراف الدبلوماسية عبر إعطاء مهلة 30 دقيقة لسفيرة المغرب بمدريد لإبلاغها الاحتجاج الرسمي الاسباني على ما تعتبره تدفقا لمهاجرين مغاربة وأفارقه على ثغر مدينة سبتة المحتلة دون أن يدرك الساسة الاسبان أو المدبرون للشأن العام أن حرية تنقل الأشخاص تكفلها كافة المواثيق والاعراف الدولية، وهي مضمونة وفقا للقانون الدولي الإنساني.
هذا ومن جهة ومن جهة أخرى أليس المغرب بلد سيادي، حتى يكون من حقه المطلق ألا يلعب دور الدركي لحماية حدود اسبانيا ومعها حدود الاتحاد الاوروبي من تدفق المهاجرين ومن الارهاب العابر للقارات.
ثم وهذا هو الاهم الا يعلم الاتحاد الاوروبي بان ثغري سبتة ومليلية وباقي الجزر هي اراضي مغربية تاريخيا وحتى جغرافيا لماذا هذا التصلب وهذا التعنت اذن؟ هو نابع من عقيدة التفوق العرقي ومن بقايا الحروب الصليبية وسمو الجنس الاوروبي عن باقي الاجناس؟ أم هو أبارتايد جديد مغلف بالديمقراطية وحقوق الانسان ويغطي جرائم الإبادة بكافة تلازينها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والثقافية لطمس هوية المغاربة. دروس يجب استخلاص العبر منها لتصحيح العلاقات المغربية الإسبانية التي يجب ان تنبني عل وضوح المواقف وليس على المصالح.