لماذا تتخوف إسبانيا من الارتباط الروحي بين سبتة المحتلة وأمير المؤمنين؟

لماذا تتخوف إسبانيا من الارتباط الروحي بين سبتة المحتلة وأمير المؤمنين؟ الاحتلال الإسباني منزعج من الرابط الديني بين مسلمي سبتة المحتلة وأمير المؤمنين
على هامش التحرشات الإسبانية الأخيرة بالمغرب، ارتأت "أنفاس بريس"، إعادة نشر حوار سبق لمحمد علي حامد، رئيس «جماعة المسلمين بسبتة المحتلة»، أن خص به أسبوعية "الوطن الآن" عام 2014، قبل أن ينتقل علي حامد إلى جوار ربه.
في هذا الحوار كشف المرحوم محمد علي حامد، التشويش الذي تمارسه إسبانيا في حق إمارة المؤمنين وتحويل إسبانيا لسبتة المحتلة كأبرز منابت تفريخ الخلايا الإرهابية.
*كيف يمكن تحديد الخريطة الدينية بمدينة سبتة. بمعنى هل التيارات الموجودة بها لها علاقة بالإسلام المغربي أو الإسلام المشرقي أو بالتطرف، أم هناك استقطابات أخرى؟
**الأمر الذي لا شك فيه هو أن أغلب السكان المسلمين المغاربة الحاملين للجنسية الإسبانية، يتبعون المذهب المالكي المغربي. غير أن هناك جمعيات استطاعت أن تستقطب بعض الشباب المتشبع بأفكار السلفية الجهادية وخصوصا من أولئك الذين نسمع عنهم ذهابهم إلى سوريا أو العراق. أما الأغلبية الساحقة كما قلت فهي وفية للمذهب المالكي السني الصوفي.
* بكم تقدر عدد المساجد في مدينة سبتة؟
** هناك تقريبا 34 مسجدا.
* وإلى من يعود تدبيرها. هل إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أم لوزارة العدل الإسبانية؟
** لاأستطيع الحسم في هذه المسألة، لكن ما يمكن أن أؤكده لك هو أن جميع القيمين الدينيين والخطباء والوعاظ والحزابة الذين يفوق عددهم المائة (هناك 103 أو 105 قيم ديني) تابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. مع وجود، طبعا، مساجد تابعة للخواص يتولون تسييرها ولا علاقة لها بأي جهة رسمية لكن جميع القيمين يتبعون لوزارة الأوقاف بالمغرب.
* ومن يتكلف ببناء المساجد بسبتة؟
** المحسنون هم الذين يتحملون مصاريف التشييد. إلا أن هناك مساجد تساهم في بنائها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مساهمة فعالة كما هو الشأن بالنسبة لمسجد سيدي امبارك الذي عرف تجديدا هاما، فضلا على أن وزارة الأوقاف تؤدي فواتير الماء والكهرباء، إلى جانب أمور الصيانة والترميم.
* كيف تتعامل السلطات الإسبانية مع النشاط الديني للمغاربة في سبتة ومليلية؟
**ظاهريا ليست هناك أي مضايقات للسلطات الإسبانية أو شيء من هذا القبيل على النشاط الديني. نمارس طقوسنا بكل حرية. وبطبيعة الحال، فإن لهذه السلطات تخوف كجميع الدول من التطرف والإرهاب. لذلك تتخذ كافة أسباب الحيطة والحذر في المساجد، وتعمل على مراقبتها مراقبة دقيقة. زيادة على تتبعها للشباب الذين تبدو في تحركاتهم شبهة ما. 
* يقول البعض بأن إسبانيا تعمل على التشويش على إمارة المؤمنين والإسلام المغربي ككل عبر احتضانها لكل التيارات المنافية للتدين المغربي. وإيوائها للمعارضين الدينيين للمغرب، ما رأيك؟
**هذه مسألة معروفة في أي وضع استعماري. إذ المحتل حيثما كان يسكنه هاجس الخوف من السكان الأصليين وتحركاتهم. ومادام السكان الأصليين لمدينة سبتة جلهم من أصل مغربي، فالإسبانيين يأخذون هذا المعطى بالكثير من الاهتمام. واضعين في حساباتهم السهولة التي من الممكن أن يجدها المغرب إن أراد استرجاع المدينتين السليبتين، مع وجود الشأن الديني في قبضة إمارة المؤمنين. لهذا يقوم الإسبانيون بين الفينة والأخرى بالتشويش على أمير المؤمنين بالخصوص، إلى درجة أنها جندت في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ 2007 إن لم تخني ذاكرتي،  مجموعة من الجمعيات التي انخرطت في الترويج لمزاعم عدم الحاجة في سبتة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حتى تقوم بأنشطة دينية داخل المدينة، ومن ثمة الدعوة إلى فك الارتباط الديني مع المغرب. لكن وللحمد أفشل مغاربة سبتة الخطة الإسبانية وتشبثوا بإمارة المؤمنين.
* لكن كيف تفسر علاقة ماقلته بخصوص حرص السلطات الإسبانية على مراقبة المساجد مراقبة دقيقة بسبتة، واحتضان هذه الأخيرة لخلايا الإرهاب تصديرها والعناصر الجهادية نحو المغرب؟
** إنه السؤال الذي يحيرنا نحن كذلك كجمعيات، على اعتبار أن السلطات الإسبانية تدعي المراقبة وتعقب المشتبه فيهم من الإرهابيين، في الوقت الذي لا نلمس سوى تفاقم الظاهرة في المدينتين. وهذا يدفعنا لطرح أسئلة أخرى، حول ما إذا كانت السلطات الإسبانية غير واعية بهذا الأمر، أم أن لها نية مبيتة، أم كونها تفكر بأن يأتي يوم تستغل فيه تلك المجموعات لغرض ما.. فكل هذه التساؤلات نضعها ولا نعرف جوابها. مع العلم أننا نسمع من وقت لآخر عن إلقاء رجال الشرطة القبض على إرهابي أو اثنين أو أكثر، واقتيادهم إلى مدريد، فيسجن البعض والأغلبية تحكم عليهم بالبراءة.