حين استقبلت إسبانيا غالي بررت فعلتها بالإجراء الإنساني.
كنا سنصدق إسبانيا لو أنها استقبلته بأوراق تثبت هويته الحقيقية ولكن والأمر غير ذلك ، فلا يمكن لدولة ديمقراطية أن تتصرف ضمن العتمة والضبابية .
فالمهاجرون هم أولى بالإستقبال لغاية إنسانية والعمل على تمكينهم من حقهم في الهجرة ، يشي بأن جارتنا تتعامل وفق منطق إنساني .
ولكن أن تتعامل بازدواجية فهذا منطق يفضح التعامل المنفعي الذي تتبعه الكثير من دول الغرب الإستعمارية التي تسلك وفق المنطق الذي يخدم مصلحتها المادية الصرفة.
المسألة التي يجب على الغرب أن يعيها أن المسألة الوطنية بالنسبة للمغاربة هي مسألة ثقافية..مسألة بدأت في التشكل منذ أن ظهرت الإمبراطورية الموحدية حين الإنتصار على الغرب في معركة الزلاقة بفضل توحد العامل الأمازيغي والعربي والذي سيعطي للأرض بعدا روحيا لأن الإرتباط بها هو ارتباط عقائدي يمتزج فيه العرف بالإسلام. وهو عامل باني للثقافة المغربية وجوهرها العميق.
إن المغرب الذي كان ولازال قوة في البحر المتوسط وإفريقيا له من المقومات الثقافية والحضارية ما يجعله أن يلعب دورا استراتيجيا في علاقات القوة عالميا.
فلا يمكن أن يقبل أن يتعامل معه إلا بالندية التي يشرعنها القانون الدولي، وأعراف حسن الجوار ، ومنطق تبادل المصالح في إطار شراكات متوازنة ....