مع اقتراب مواعيد إجراء الامتحانات الاشهادية المدرسية الجهوي والوطني، بات التخطيط لاجتياز المرحلة النهائية من الموسم الدراسي هما حقيقيا لتلاميذ البكالوريا والجهوي لكن ماهي الوسيلة لذلك؟ وكم كلفتها؟ أكيد ومؤكد، ضخامة التكلفة لدى أولياء الأمور.
لقد أصبح الدرس الخصوصي هو المنقذ الوحيد للخروج من فوبيا الامتحانات الاشهادية المدرسية وخشية الفشل في عدم تجاوزها والوصول إلى نتائجها المفضلة.
أين كفاءة المدرس المكلف بانجاز هذه المرحلة وفق خطة تدريسية منظمة بجدول زمني هو المسؤول عنه؟ ولماذا الدرس الخصوصي ؟ والدولة تدفع راتبا للمدرس والمنهج الدراسي غير مكتمل؟ السبب يعود غالى ضعف المخرجات التعليمية للمدارس العمومية وتعقد مناهجها وقلة مهارة التدريسي في المدارس والبعض الآخر يشير إلى خوف الأسر من انحدار مستوى أبنائهم التعليمي وبالتالي فهم يلجأون غالى الدروس الخصوصية إرضاء لضمائرهم وكي يشعروا أنهم قاموا بالمطلوب منهم على أكمل وجه.
إن آراء المدرسين متباينة. فالبعض أشار إلى أن وزارة التربية الوطنية تبذل قصارى جهدها في توفير كل ما من شأنه وصول التلميذ إلى التفوق الدراسي دون اللجوء إلى الدروس الخصوصية وآخرون يؤكدون أن الأستاذ مثقل بالمهام الدراسية وكثافة الدروس المقررة مما يضيع وقته وجهده فضلا عن ضعف الرواتب ومواجهة التحديات اليومية.
وهناك من يرى ضرورة أن تواجه وزارة التربية الوطنية والأكاديميات والمديريات الإقليمية وبصرامة وشدة ظاهرة الدروس الخصوصية. أما الأسر فتبرر لجوءها الى الدروس الخصوصية لصعوبة المناهج الدراسية وعدم تمكن المدرسين من إتمام المقرر الدراسي وإيصال المادة الدراسية على الوجه الأكمل. أما التلاميذ،فمنهم من يحرص على تحقيق معدل مرتفع يمكنه من ولوج المدارس العليا بارتياح وآخرون لا يكلفون أنفسهم مجرد بذل مجهود في المراجعة والحفظ ويركضون وراء الدروس الخصوصية بالمدارس الخاصة في غياب مراقبة صارمة من لدن الأكاديميات والمديريات الإقليمية.
في رأيي ، أن الدروس الخصوصية تمثل عند البعض ضرورة لا مفر منها عندما يتعذر على بعض الأساتذة إتمام المقرر الدراسي أو يغيب التواصل بين الأستاذ والتلاميذ أو في حالة قصور تجربة وكفاءة بعض المدرسين. وتمثل الدروس الخصوصية لدى بعض الأسر تباهيا رغم أن أبناءهم في غنى عنها.
إن الدروس الخصوصية آفة تستنزف جيوب الأسر. ومن بين أسباب انتشارها هو أن بعض المدرسين لا يخصصون الجهد الكافي في الفصول الدراسية ولا يتوفقون في إنهاء المقرر الدراسي في الظروف المناسبة.
خليل البخاري، باحث تربوي