عبد اللطيف برادة: عزلة المحارب في العيد السعيد

عبد اللطيف برادة: عزلة المحارب في العيد السعيد
لم يعُد المحارب الغريب يرغب في الاستمتاع بنقع الضفادع..
وحده الصمت القاتل يلهمه كلمات مارده يلوح بها في وجه الطاغوت الظالم..مُهدهداً بخواطره الجميلة يتذكر الآن ما فعل به الأمس الغادر..
يتأمل في ماهية الحقائق التي أدرك..
يستعد لما قد يفكّر به الغد وماهية الأشياء التي لم يستلهمها بعد..
هكذا أراد المحارب أن يحتفل بالعيد السعيد..
لكن كيف يحتفل والعيد لا يشبه العيد إلا من بعيد..
هكذا يرغب في أن يبتسم لأصدقائه وحتى لأعدائه..
أن يريهم بداخل بؤبؤة عينيه شبه ضياء القمر أو شكل قوسَ قُزَح..
وهكذا قد تجده في اليوم السعيد جالسا على كرسيه يتمعن في ذاكَ الحلم الذي ربما قد لا يتحقق..
وستجده بعدما أدرك كل الحقيقة يتسلق بكل أريحية كل درجات سلّم الرقي..
لا يهمه أن تخلّى عنّه الأحباب أو ابتعد عنه الأصدقاء..
كل ما يهم هو أن يرد على الأسئلة المؤرقة التي تباغته في صمته الرهيب..
لا يهمه الآن سوى الارتقاء إلى اعلي درجات سلم الحكمة..
العزلة لأحب إليه من رفقةِ لن تفيد في شيء..
ففي الحقيقة ان النفور البغيض لدى البعض لأحب إليه من هروب ظله..
الم يكن الظل بذاته يرافق انتصاراته و جنونًه في منفاه القاتل..
ألا ينبغي أن يعلن المُحارب قبلما يضطلع على الحقائق أنه جاهل..
وهكذا ستجده لا يستثني في عزلته إلا ملهمته التي تخفف عنه وطئ الافكار العويصة بابتسامتها الماكرة..