هل يعقل أن نواجه العدو الجزائري ديبلوماسيا ب 2100 درهم؟!

هل يعقل أن نواجه العدو الجزائري ديبلوماسيا ب 2100 درهم؟! عبد الرحيم أريري

سيبقى عام 1991، عاما يؤرخ بوقف إطلاق النار الذي تم تحت إشراف الأمم المتحدة، بين المغرب من جهة والبوليساريو والجزائر من جهة أخرى. ولم تكن سنة 1991عاما لطي الملف، إذ ما أن انتهت الحرب التقليدية التي تتواجه فيها الجيوش بمختلف أنواع الأسلحة، حتى انطلقت حرب أشرس من طرف الجزائر في مختلف المحافل الدولية مسنودة بأموال البترول والغاز المهرب من جيوب الجزائريين بهدف تركيع المغرب: إما لشراء الرؤساء والوزراء والبرلمانيين بالدول المختلفة أو لشراء المنظمات المدنية الدولية لإصدار المواقف ضد بلادنا.

إن المغرب الذي تمكن من فتح أربعة أوراش كبرى منذ صيف 1999، والتي ساعدته على اكتساب مساحات عديدة في الساحة الأوروبية والأمريكية والإفريقية (ورش طي سنوات الرصاص ، ورش المشاريع الترابية المهيكلة ، ورش محاربة الهشاشة والورش الاقتصادي)، مطلوب منه اليوم أن يكمل السلسلة، بإضافة ركن خامس أو ورش خامس، ليس لحشد الدعم فقط للطرح المغربي بخصوص ملف الصحراء، فهذا أمر محسوم ميدانيا مادام المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، ولكن لإرهاق الجزائر والزيادة في إنهاكها. ويتطلب الأمر الرفع من الاعتماد المخصص للديبلوماسية عبر ثلاثة مداخل:

المدخل الأول: التوجه للشعب ليساهم كل مواطن بدرهمين في الشهر، أي ما يمثل 24 درهم في العام يدفعها المواطن بما سيوفر مبلغا قدره 720 مليون درهم سنويا.

المدخل الثاني: التوجه لأصحاب الثروة الكبرى ليتقسموا حصة الشعب (72 مليارا) كل حسب حجم ثروته. فثروة أنس الصفريوي ليست هي ثروة لعلج، وثروة مولاي حفيظ العلمي ليست هي ثروة مريم بنصالح، وثروة عثمان بنجلون ليست هي ثروة حسن الدرهم، وهكذا دواليك. إذ لا يعقل أن يحقق هؤلاء ثرواتهم الباذخة من امتيازات خيالية خولها لهم المشرع دون أن يساهموا في هذا المجهود الحربي الذي تواجهه البلاد. خاصة وأن حفلا واحدا ينظمه واحدا من هؤلاء الأثرياء يكلف 2 أو 3 مليار سنتيم لاستدعاء هيفاء أو هيشاء من الشرق العربي لأداء بعض الأغاني في الحفل وتعود أدراجها إلى وطنها.

المدخل الثالث: أن تخصص الدولة مساهمة بقدر ما ساهم به الشعب والأثرياء (72 مليارسنتيم لكل فئة)، أي أن الدولة عليها رصد 114 مليار سنتيم كحصة إضافية. وبالتالي سيمكننا هذا المونطاج المالي من التوفر على 288 مليار سنتيم إضافية كل عام تخصص لديبلوماسية هجومية في كل المواقع التي تنشط فيها الجزائروالبوليساريو. إذ من العار أن يكون مصير المغرب معلقا بملف الصحراء، ولا يرصد لديبلوماسيتنا سوى حوالي 80 مليار سنتيم كل عام، ولايعين سوى 1600 ديبلوماسي في كل أصقاع العالم . وهو مايفيد أن المغرب لا يخصص عمليا سوى 2191 درهما في اليوم للصحراء!!

بالله عليكم، اعطوني دولة كان لديها تراب متنازع عليه في الأمم المتحدة، وكانت تخصص له 41 ألف ريال في اليوم؟ ففي أي وجه سينفق هذا المبلغ؟ أي هل على حفل عشاء بـ «كاس نقي» يجمع ديبلوماسيي المغرب مع سياسيين ورجال أعمال وفنانين بالخارج أم على ندوة؟ أم على تمويل رحلة لجامعيين وصحفيين وجمعويين وبرلمانيين أجانب من دول المعمور لزيارة المغرب  واستكشافه  والالتقاء بنخبه وأناسه؟