بعد تطهير الكركرات من عصابة البوليساريو..الداخلة تبني جسرا مع مدن إيطالية

بعد تطهير الكركرات من عصابة البوليساريو..الداخلة تبني جسرا مع مدن إيطالية مدن: فيبو فالونتيا والداخلة ومازارا ديل فالو

حين قلنا أن العملية الأمنية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية في شهر نونبر 2020 لتطهير معبر الكركرات من عصابة البوليساريو كانت فأل خير على المغرب، لم نكن نتكلم من فراغ.

فبعد قرار واشنطن الاعتراف بسيادة المغرب على كامل ترابه من طنجة إلى لكويرة  وما تلا ذلك من فتح قنصلية أمريكية بالداخلة، توالى تهاطل الثمار على المنطقة بدءا من انخراط الغرفة الفرنسية في إعداد وتهيئة منطقتين صناعيتين: واحدة بالكركرات والثانية ببئر كندوز، إلى تناسل زيارة رجال الأعمال الاجانب للداخلة (من قبيل الأتراك والبولونيين وغيرهما) للبحث عن فرص للاستثمار.هاهي بلدية الداخلة تدشن جسرا سياسيا في قلب الملعب الذي كانت " تتبورد" فيه الجزائر والبوايساريو لوحدهما. ونعني بذلك الشق الديبلوماسي الموازي بإيطاليا.

ذلك أن مجلس جماعة الداخلة صادق وبالإجماع، خلال انعقاد دورته العادية لشهر مايو 2021، على مشروعي توأمة مع مدينتي "مازارا ديل فالو" و"فيبو فالونتيا" الإيطاليتين، بهدف تعزيز علاقات التعاون وتبادل الزيارات والخبرات في مختلف المجالات.
وستمكن هاتان الاتفاقيتان، اللتان تندرجان في إطار توطيد التعاون اللاممركز للعلاقات المغربية - الإيطالية، مدينة الداخلة من إشعاع دولي وآفاق للشراكة يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في انتعاشها الاقتصادي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، تلتزم البلديات المتوأمة بتعزيز علاقات التعاون المتبادلة، من خلال تحديد الأنشطة الملائمة مثل التعاون التجاري، والتراث الثقافي، وحماية البيئة، والنهوض بالقطاعين الرياضي والجمعوي.
 كما تلتزم المدن المتوأمة بالسهر على تنظيم زيارات سياحية وتقديم البرامج المرتبطة بالمهرجانات التقليدية والأحدات الثقافية.

وحسب متتبعيين للشأن المحلي، فإن خطوة مجلس مدينة الداخلة تعد انعطافا في تعامل مجالس مدن الصحراء مع نظيراتها الأوربية في باب التوأمة والتعاون الدولي، بالنظر إلى أن الجزائر كانت تشرف على تعبيد الطريق للبوليساريو للتعاون مع مدن وجهات أوربية بشكل كان الجو يخلو فقط لهما لترويج أطروحة الجزائر. لكن صحوة المنتخبين المغاربة بالبلديات الموجودة بالأقاليم الجنوبية بالانفتاح على مدن أوربية، بل وإبرام اتفاقيات توأمة وتعاون معها، سيجعل الطرح المغربي حاضرا بقوة في هذه المجالس وبالتالي المساهمة في تجفيف مشاتل الجزائر والبوليساريو. ومما يقوي من صلابة هذا الطرح أن المناخ الاوربي اليوم أضحى ملائما لفضح الجزائر والبوليساريو بسبب تورطهما في تهريب المساعدات المقدمة من هاته المدن الغربية لساكنة مخيمات تندوف. إذ أن العديد من البلديات الغربية (خاصة بإسبانيا وإيطاليا) بدأت تستفيق من الدوخة بعد فضح تورط جنيرالات الجزائر وقادة البوليساريو في تحويل المساعدات الأوربية إلى مسارب التهريب للانتفاع الشخصي من عائدات مالية ضخمة.