سعيد بدر: من أجل التغيير البناء وتنمية مستدامة وشاملة في تمازيرت

سعيد بدر: من أجل التغيير البناء وتنمية مستدامة وشاملة في تمازيرت سعيد بدر

كلما اقتربت مناسبة سياسية نسمع الكل ينادي بالتغيير والتجديد كل من موقعه محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا. وهذا كله يمكن أن يبنى على حق وأن يكون محاولة واعية لتغيير أنفسنا نحو الأفضل...

ولكن من الملاحظ أن بعض المنادين للتغيير يتجاهلون دائما انفسهم ويحاولون الإصلاح انطلاقا من انتقاد غيرهم...

 

جميعنا يطالب بالتغيير، ولكن معظمنا يعجز عن تغيير نفسه... كم مرة سمعت من يقول لو أنني كنت في ذلك المنصب الفلاني لفعلت كذا وكذا في حين تجده يعجز المسكين عن حسن إدارة حتى نفسه، بيته وأبنائه...

في مجتمعاتنا بالذات نسمع كثيرا جملة "الله يصاوب ويغير حالنا" متناسين أن الاستعداد للتغيير، والقبول بالتغيير هو من أول مطالب التقدم والانتقال لمستقبل أفضل وأحسن للجميع.

 

من هنا أقول ليس عيبا أن تتغير افكارنا، وتتبدل مفاهيمنا ونصبح أناسا مختلفين .مصداقا لقوله تعالى في محكم كتابه الكريم "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." سورة الرعد.

 

ليس عيبا أن يعترف المرء صراحة بتغيير آرائه ومواقفه، لأن الأغبياء هم الذين لا يغيرون آرائهم، وعشاق الموروث يتمسكون بمواقعهم، في حين ينعطف بالتاريخ من يؤمنون بالتغيير وحدهم.

وسيلاحظ الكل أنني أتحدث هنا عن التغيير وليس عن التقدم... لأن هناك فرق كبير بين الاثنين:

فالتقدم هو أن يخطو الإنسان خطوة في طريق موجودة مسبقا ويعرفها الجميع ويرتضيها الجميع ويسعى الجميع من خلال سلكها نحو الأفضل...

 

أما التغيير فهو اتخاد قرارات شجاعة بالانتقال نحو طريق أو اتجاه جديد مختلف أو مبتكر لم يسلكه الجميع وقد لا يقبله منك الجميع ...

ومن ثم فالتغيير وليس التقدم هو أصل الإبداع والتمييز من أجل التغيير البناء، لكونه يتطلب تبني طرق غير مسبوقة في التفكير والتنفيذ، وهنا من الطبيعي ألا يوافقك عليها معظم الناس. وكما أن التغيير ضروري للفرد فهو كذلك ضروري بالنسبة للمجتمع ككل

صحيح أن ذلك مؤلم ولا يأتي من دون ثمن، ولكن البقاء على حال هو أكثر سوءا والما وينتهي بعواقب وخيمة على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية...

 

وهنا أقول أنه مازال البعض يعتقد أن الفرق بين الأمم المتقدمة والمتخلفة مجرد فارق صناعي أو اقتصادي أو علمي...، ولكن الحقيقة أن الفرق الأساسي هو ذهني وفكري واقتناع بجدوى التغيير ذاته والمبتغى منه... والإيمان والاقتناع بإرادة التغيير .

 

فمجرد البقاء دون تغيير يعني الركود والخمول والتخلف على جميع المستويات؛ وفي المقابل التغيير البناء والاستثناء الذي يتطلب إرادة قوية وشجاعة حقيقية ورغبة صادقة في مغادرة الماضي ومواكبة المستقبل؛ وخير دليل على ما قلته ما وصلت وستصل إليه دول النمور الآسيوية التي تغيرت خلال جيل واحد فقط.

 

وبعكس المجتمعات التي نعيش فيها التي سيتطلب فيها التغيير أجيالا كثيرة إن بقيت على حالها ساكنة جامدة. ولهذا يمكن لأي واحد منا أن يتغير بين يوم وليلة.. ويكفي لذلك أن يستمع كل واحد منا لصوت عقله الداخلي، الذي يرفض البعض منا الاستماع إليه. ونتخذ قرارا حاسما بتغيير أفكارنا، تصرفاتنا، آرائنا، وعلاقاتنا بالآخر...

 

المهم من هذا كله أن يحدث ذلك في الاتجاه الصحيح ويتضمن إضافات إيجابية يرتاح إليها الجميع. نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا نتخذ بعدها وبكل شجاعة ومسؤولية قرارا نهائيا بخصوص وضعنا الحاضر وما سنكون عليه المستقبل القريب. وأن لم تتضمن حياتنا مراجعات دورية والإنصات وإشراك جميع الفعاليات، وحتما ستتراجع أفكارنا وآراؤنا حبيسة الجمود والركود وغير المعترفة بالآراء الإيجابية المطروحة في محيطنا.

 

وأعتقد أنه كي لا تتشتت الجهود على كل واحد منا أن يحاول أولا تغيير نفسه قبل أن يحاول تغيير المجتمع بأكمله، وبدل أن نبقى مجتمعا تنظيريا يتنافس فيه المنادون بالتغيير على مراكز القرار.

 

وكما بدأت المقال أقول، كن أنت التغيير الذي تريد رؤيته على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني من أجل رد الاعتبار لتمازيرت وأيت تمزيرت واستمزيرت، ووضع مصلحتهم فوق كل الاعتبارات وخدمتهم هي الأساس والترافع اليومي عن هموم ومشاكل تمازيرت هو الهدف؛ من أجل خلق مشاريع مدرة للدخل لأبناء المنطقة؛ وتنمية مستدامة شاملة في تمازيرت وإقلاع اقتصادي بإنجاز برامج جاذبة ومستقطبة.

 

بدر سعيد، من أبناء إقليم تنغير بجهة درعة تافيلالت، إطار ببريد بنك الرباط