خولة فرحات: حكاية الأندلس.. المرابطون (الجزء العاشر)

خولة فرحات: حكاية الأندلس.. المرابطون (الجزء العاشر) خولة فرحات ويوسف بن تاشفين

خلّيناها في مشهد عظيم فيه الفُرقة والتّشتّت؛ الذل، صراع بين الإخوة؛ وتجبّر للنصارى.

خلّيناها في واحد السّطر مكتوب بخطّ يد المعتمد ابن عبّاد جعلَ ألفونسو يتراجع بجيشه ويفكّ الحصار عن أشبيلية جاء فيه: "والله لإن لم ترجِع لأروحنّ لك بمروحةٍ من المرابطين"... شكون هؤلاء المرابطون؟! المرابطون دولة قامت في المغرب العربي وما تحتَ المغرب العربي؛ دولة قوية جدّا ذاع صيتها في العالم في تلك الفترة لما عُرف عنهم من شجاعة وقوّة! بعد حصار أشبيلية قام أمراء الدّويلات أخيرا بعقد مؤتمر، علاش لأن القضية بدات كاتحماض: أولا سقطت طليطلة كما ذكرنا سابقا في 478ه (لم تعد حتى هذه اللحظة)؛ حوصرت إشبيلية حصاراً عنيفاً هادشي خلاّ الأمراء يديرو هاد المؤتمر كي يتّفقوا على رأي وأشركوا العُلماء الأندلسيين واتّفقوا على "الجهاد" دفاعا عن حصونهم بوحدة الصف وإشراك المرابطين في هذه الثورة لضُعف قوّتهم العسكرية، راه 70 عام وهوما كايدفعو الجزية وعاطينها ل لالة ومالي وولفو العگز والهَوان، بمبدأ حنا مانحاربوش؛ احنا برزقنا؛ غادي نجيبو لي حارب فبلاصتنا والسلام عليكم. ولكن كاين شي أصوات فداك المؤتمر قالوا راه ممكن ندخلو هاد المرابطين يدافعو علينا وينقلبو علينا ويدير لينا كلشي ونوليو دراري، وشي أصوات كاتقول يا ريت المرابطين ياخدو الأندلس ووقع الجِدال الكبير الذي حسمه المعتمد ابن عبّاد الذي سيخطب فيهم و قال وسأركّز هنا على آخر الخطبة: "... ولا أحبّ أن أُلعن على منابر المسلمين ولَأن أرعى الإبل في صحراء المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير في اوروبا".

فاتّفقوا أخيراً، وجهّزوا وفداً من العلماء والوزراء وأرسلوه إلى بلاد المغرب لطلب المدَد من زعيم المرابطين.

دابا آجيو بعدا نعرفو شكون هاد المرابطين بالضبط وما فيها باس نوقفو عجلة الزمن في الأندلس في 478هـ (نخليوها في: طليطلة سقطت وإشبيلية حوصرت وانعقد المؤتمر التاريخي لملوك الطوائف) ونرجعو شويا اللّورْ تقريبا 38 سنة يعني نرجعو لسنة 440ه غادي نمشيو لموريطانيا حيث كانت تعيش قبائل صنهاجة المكونة من فرعين "جُدالة" و"لمتونة"! في يوم من الأيام ذهب حاكم قبيلة جُدالة إلى الجح وفي طريق عودته استقدم معه عالما جليلا من شيوخ المالكية اسمه عبد الله بن ياسين من القيروان، وكان الهدف من استقدام هذا الشخص هو تعليم الناس دين الإسلام في قبيلته جُدالة في جنوب موريتانيا. وكانَ ذلك يا إخوتي ولكنه وجد تمنّعاً من الناس ما حملوه ما قبلوه وثاروا عليه وبعد محاولات عديدة منه واحد النهار وقفوا عليه وجراو عليه قالوا يالاه ارجع لخيمتكم. الشيخ عبد الله بن ياسين غادي يكمّل للسينيغال ويستقرّ به الحال هناك وبنى واحد الخيمة وأخذ يلقي دروسه على الناس ودخل ليهم فكرة الجهاد ونُصرة الاسلام وعلمهم ركوب الخيل وكيفاش يصيدو. المهم أشياء ممكن تبان ليك بسيطة ولكن فعلا الناس تمّا كانوا محتاجين لهاد الدروس لما كانوا عليه من جهل وتخلّف، خصوصا وأنه جاي من حاضرة القيروان. إيوا يا سيادي بداو الناس شي كايجيب شي حتى ولاو المريدين في تزايد ملموس هادشي دام مدة أربع سنوات من 440هـ حتى 444هـ ولاّو الأتباع كايتحسبو بالآلاف وانتشرت أحكام الإسلام في أرجاء البلاد.. الخيمة أصبحت خيام والخيمة في اللغة العربية تعني "الرّباط " فسمّوا أنفسهم بجماعة المرابطين، لأن جهادهم بدأ من "رِباطْ" وعُرفوا في التاريخ بهذا الاسم؛ 445ه المرابطين غادي يدخل معاهم واحد السيد راه معروف عند الباحثين باسم "يحيى ابن عمر اللّمتوني" زعيم قبيلة لمتونة ودار يدو في يد عبد الله ابن ياسين وتوحدت بذلك كل قبائل صنهاجة (تصفيقات حارّة) ولاّو قوّة بقدرة قادر وعاود تاني شي جاب شي حتى ولاو الالاف اضعاف مضاعفة، ولكن للأسف بعد هذه الوِحدة مات يحيى بن عمر اللّمتوني وتولّى من بعده زعامة لمتونة الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي دخل بحماسة شديدة مع عبد الله ابن ياسين... هاد المرابطين بعد ما ولاّو بأعداد كبيرة وقوة شديدة بداو كايتوسعو فالمحيط ديالهم راه بداو في شمال السينيغال ماتنساوش بداو في الخيام حتى وصلوا إلى جنوب موريطانيا ودخلو معاهم جُدالة التي كانت قد طردت عبد الله بن ياسين من قْبَل! واستشهد هذا الأخير في إحدى المعارك في 451هـ ويتولى بعده أبوبكر بن عمر اللمتوني جماعة المرابطين كااااااملة بعد سنتين كوّن ما يُعرف بدُويلة المرابطين عاااا صغييييورة. أبو بكر غادي يسمع بشي صداع نايض في جنوب السنغال بعيدة عليهم ولكن بحنكته السياسية استشعر خطر هذا الخلاف على دُويلته الصغيرة ااااش دار؟! نزَل وحلّ الخلاف واخّا هادوك الناس ماشي من جماعتو وماشي قبيلتو ولكن هبَط ليهم بجيش مكون من آلاف المجاهدين وخلا دويلة المرابطين النّاشئة أمانة عند ابن عمّه يوسف ابن تاشفين! أبو بكر اللمتوني بذكاء شديد يضم حتى جنوب السنغال ولكن هادشي خدا ليه الوقت بزاف هبط في 453هـ وعاد في سنة 468هـ؛ 18 سنة وهو يتوسع في أدغال افريقيا... في المقابل يوسف بن تاشفين ماغاديش يربّع يديه ويبقى يتسنى ولد عمّو 18 سنة ااااش دار؟! بدا كايشوف في الشمال، ولد عمّو هبَط هو طلَعْ ونظر في جنوب المغرب العربي وشمال موريطانيا نظر في أحوال الأمازيغ الذين يعمّرون هذه المناطق، خصوصا قبيلة "برغواطة"، يحكمها صالح بن طريف بن شمعون جده يهودي أسلم في ما بعد وحفيده هذا صالح ادّعى النبوّة وفرض على الناس خمس صلوات صباحا وخمس صلوات مساءا وفرض ايضاً على الناس تطويل الأظافر والشعر، المشكل أن يوسف بن تاشفين لقى بزاااف من زعماء قبائل الشمال ادّعوا النبوّة ودارو شي قرارات وشي عبادات ما أتى بها الزّمان بحال هادوك لي عبدو لحوالا... اااش دار؟! تصارع مع هؤلاء الزعماء في معارك شرسة وغلَبهم جميعاً؛ ولد عمو أبو بكر فاش غايرجع غادي يلقى المعجزة: السنغال كاملة - موريتانيا كاملة - المغرب كامل - الجزائر كاملة - تونس كاملة - ولات ديال المرابطين تحت قيادة يوسف بن تاشفين غايلقى ولد عمو دار خدمة نقية وأصبح للمرابطين دولة كبيرة من تونس إلى السنغال، وارتفع جيش يوسف إلى 100 ألف فارس تحت راية واحدة... وأسسوا مدينة مُرّاكش (هنا أريدك أيها القارئ أن تفتخر بأنك مغربي وأنك تنتمي لأعظم دولة عرفها التاريخ دولة قدّمت للتاريخ حضارة إنسانية كبيرة)؛ وبنوا مسجد الكتبية؛ وتنازل ابو بكر اللمتوني عن الحكم ليوسف لقناعته بأنه أحق به منه... وتفرّغ هو للدعوة إلى الإسلام مرة أخرى في أدغال إفريقيا: وأدخل هذا الدين إلى غينيا بيساو - مالي - بوركينافاصو- سيراليون - ساحل العاج - النيجر - غانا...إلخ. المهم السيد يشهد له التاريخ أنه السبب في إسلام هذه الدول تماما كما جاء في كتاب بداية و نهاية لابن كثير واستشهد خلال فتوحاته هناك (رحمه الله)...

هكذا أصبحت دولة المرابطين في سنة 478ه تحكم من: تونس إلى الغابون في وسط افريقيا... أكثر من ثلث افريقيا هاااا علاش خاف منهم ألفونسو السادس وهاااا علاش ملوك الطوائف استنجدوا بهم. في هذه السنة 478ه استقبل يوسف بن تاشفين الوفد الأندلسي في مدينة مرّاكش سمع لهم قائدنا الجليل وتشوق غاية الشوق لما يطلبون "اللي جا بسم الله" وقاليهم دابا رجلي على رجلكم وأخذ معه 7000 مجاهد فقط رغم جيشه الكبير علاش؟! حيت خاصو يخلي الحماية والحراسة في دولته الكبيرة؛ يعبر يوسف بجيشه مضيق جبل طارق رغم صعوبة البحر وأمواجه العاتية واستقبله الناس استقبال الفاتحين واتجه إلى الشمال إلى قشتالة المرعبة لي طغات على الناس وضصرات. والغريب أن بزاف الناس من الأندلس تطوّعوا وانضموا لجيش ابن تاشفين وعند موقعة الزلاّقة الشهيرة كان جيش المسلمين فيه 30 الف رجل.. قبل الحرب جاء خبر ليوسف بن تاشفين مفاده أن: ابنه الأكبر قد مات هناك في بلاد المغرب ولكن برغم مصيبته فضّل الحرب نصرة لإخوته.. ودارت رحى الحرب بين المرابطين 30 ألف مقاتل وألفونسو ب 60 الف مقاتل من جميع أوروبا، قبل هذا أرسل ابن تاشفين رسالة لالفونسو قال فيها: بلغنا أنك دعوت أن تكون لك سفن تعبر بها إلينا وقد عبرنا إليك وستعلم عاقبة دعائك.

على بركة الله بدات الحرب واستأصل المسلمون النصارى وقتلوا منهم 59 ألف باستراتيجية ذكية من قائدنا العظيم ورجع الفونسو السادس بعد هذه الحرب بساقٍ واحدة وعاد بخفي حنين بعد أن نُسِف جيشه بالكامل.. موقعة الزلاّقة موقعة عظيمة سجلها التاريخ الإسلامي بماء من ذهب تشبه موقعتي اليرموك والقادسية... سُميت "بالزلاّقة" نسبةً لكثرة الدماء فكان الجنود والخيول ينزلقون في تلك الأرض الصخرية... وغنم المسلمون غنائم كثيرة تركها ابن تاشفين لأهل الأندلس، ورجع لبلاد المغرب مزهوّا بالزّهدِ والنصر...

إشارة: كان عمر بن تاشفين في موقعة الزلاقة 79 سنة -وغسلت عار السنين يا يوسف يا ابن تاشفين - بعد مغادرة يوسف لأرض الأندلس تصارع من جديد ملوك الطوائف على الغنائم والأراضي المحرّرة.. زرّيعة القنّب - تريكة لافّار... وصلات لخبار لابن تاشفين من حكماء و علماء الأندلس وقالو ليه اجي فُكنا من هاد العصابة... فعاد ابن تاشفين في سنة 483 ه إلى الأندلس بعد اربع سنوات من موقعة الزلاّقة وهناك حاربه المعتمد بن عباد حربا شرسة بعد أن كان قد طلب مدده ونصرته ذات زمن، ولكن هيهاااات استطاع ابن تاشفين ضم الأندلس تحت راية المرابطين، بل وحرر حتى سرقسطة وصار أميرا على دولة من شمال الأندلس حتى وسط افريقيا وظل يحكم حتى سنة 500ه، في هذه السنة مات هذا البطل العظيم الذي أعاد للأندلس مجدها وأخّر سقوط الأندلس...

لا يمكنني وصف فخري واعتزازي بانتمائي للمغرب وأنا أحضّر هذا الجزء... واش حسيتو لي حسّيت؟!

مازال ماسالات لحكاية...