عبد الرحيم هريوى: صمت القضبان..!!

عبد الرحيم هريوى: صمت القضبان..!! عبد الرحيم هريوى

وما بقى للعيون ما تراه..!

 

حين يغيب نزق الحياة

وحين يهجر الدفء كل شبر ومكان

ويعم السكون المطبق غابة من النسيان

حين يغيب العطف والحنان

ونعيش بينهم

في زمان جديد؛ بلغة نفاق اللسان

 

وما بقى للعيون ما تراه..!؟

 

حين تغيرت سحنة وجوه

كانت ضاحكة مستبشره

وحين غابت تغريدة العندليب الجميل

من حديقة بستان بيتنا الأخضر

ولأي زينة من ألوان رسام "فنان "..!

 

وما بقي للعيون ما تراه..!

 

حين يصير ذاك المكان المعشوق

غير هو نفسه بالمكان..!!

وتتغير طبيعة وخُلُقِ بني الإنسان

وكل شبر يصير موحشا خارج الزمان

ولا شيء بعدها يبقى للعيون ما تراه..!

حين تتهادى حياة عشق و ود

كجبل ثلج يجرف صبر الكيان..!!

 

وما بقى للعيون ما تراه..!

 

سوى أصناف من رهط أجسام

حين تموت الجذوع

وحين يغيب تمر الأغصان

وتغيب معه فاكهة عشق حَبِّ الرمان

ونمسي داخل نص شاعري

لا تحكمه فواصل ولا نقط

ولا علامات الاستفهام

وما بقي ..!

كان للذكرى و للحدث بذاك المكان

والشرود يعانق الشرود وأسراب من خيال

وعيون خجلى مسافرة.. تتجول في سماء الأوهام

تطارد خيط دخان الأحلام

 

وما بقي للعيون ما تراه..!

 

مَلْبَسُنَا سترة أثواب.. خِرَقٍ  ممزقه..!

من زمان غير هذا الزمان..!

نداوي جراح وحشة الحياة بالكي والكتمان

ونرى ونسمع

ونجاري النفاق بألوان وألوان

نفاقهم أصناف وأشكال شتى

ولا طريق إلا طريق النفاق

نحو مجد السلطة العابر وجمع ثروة المال

وغاب الأنس الجميل بين بني الإنسان

ويكبر فينا حب النفس وعيش الأوهام

وتتعالى بصائرنا  ويغيب ذاك الإنسان

ونظن بالأنفس الظنون..!!

ونعيش الحصار المطبق في كل مكان

وكثير منا خلف الحديد وصمت القضبان..!!

وصمت القضبان..!!