الصحافي المتوكل: الراحل لغظف كان مرجعا لفهم تعقيدات القضية الوطنية

الصحافي المتوكل: الراحل لغظف كان مرجعا لفهم تعقيدات القضية الوطنية الراحل محمد لغظف الداه، والزميل عبد الهادي المتوكل(يسارا)
وترجل قيدوم الصحافيين في الأقاليم الصحراوية نحو دار البقاء، إنه محمد لغظف الداه مدير قناة العيون الجهوية (63 سنة)، حيث سلم الروح لباريها عصر يوم الأحد 2 ماي 2021، بعد معاناة لأشهر مع المرض.
"
أنفاس بريس"، تنشر شهادات في حق الراحل، حيث ترك أسى كبيرا ليس في الوسط الإعلامي بل الوطني ككل، بالنظر لما كان يتمتع به الراحل من دماثة أخلاق ومهنية عالية، ووطنية صادقة..
فيما يلي شهادة الزميل عبد الهادي المتوكل، الصحافي بالقناة الثانية:

عندما اتصل بي الزميل منير الكتاوي لأقدم شهادة حول الفقيد محمد لغظف، كنت أعرف أنه تمرين صعب، فكلما استحضرت ما جمعني بالراحل منذ ما يزيد عن عشرين سنة يوجعني رحيله المبكر وهو في عز العطاء.
كان محمد لغظف بالنسبة لي، وللعديد من الزملاء أيضا، مرجعا لفهم تعقيدات القضية الوطنية، لم يستكن الراحل للشعارات العامة وهو يدافع على مغربية الصحراء، بل كان واعيا أن تفكيك خطاب الانفصال يمر عبر مقاربة شاملة، تربط البعد الوطني للقضية بالبعدين الديمقراطي والتنموي، مع تأكيده دائما أن الإعلام سلاح قوي وناجع لكسب هذا الرهان.
عند تكليف الراحل بتأسيس قناة تلفزية جهوية بالعيون وهي تجربة غير مسبوقة إقليميا وقاريا استطاع تكوين، وفي زمن قياسي، فريق من الصحافيات والصحافيين الشباب. كانت مسؤولية صعبة بالنسبة للراحل  فالتعاطي مع القضايا المرتبطة بالأقاليم الجنوبية ومن منطلق مهني لم يكن سهلا، فهذه الأقاليم عرفت نجاح أوراش التنمية وبناء المؤسسات، لكنها سجلت أيضا تعطل بعض الأوراش وهو ما نجحت القناة الجهوية في إبرازه دون مهادنة أحياناً.
محمد لغظف لم يكن فقط صحفيا ومسؤولا على تجربة إعلامية متميزة، بل كان إنسانا متخلقا وكريما، لا يتردد في تقديم المساعدة لزملائه دون كلل.
عزيزي لغظف، كان من المفروض أن نشكرك وأنت حي بيننا، فمعذرة صديقي لأننا قصرنا في حقك، ولروحك الطيبة السلام والطمأنينة.