من بين الصحابة الذي يتفرد بشخصية إستثنائية عمر بن الخطاب قوة الرجل أنه كان أولا مثقفا بمفهوم ذلك العصر (يعرف الكتابة والقراءة و على دراية بطبيعة الحساسيات القبلية التي كانت تتحكم في قريش وبالصراعات الإقليمية) و ثانيا أنه هو من أشرف على عملية إنتقال السلطة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبو بكر الصديق رضي الله عنه و هنا لا بد من الوقوف على أمر خطير كان يمكن أن يفجر التجربة الإسلامية في بدايتها ذلك أن الأمويين كانوا لن يرضوا بتولي السلطة هاشمي و لا الهاشميين (عائلة النبي) كانوا سيقبلون تولية أحد الأمويين.
و لذلك قال العباس عم الرسول لعلي بن أبي طالب (الذي كان مشغولا بجنازة النبي صلى الله عليه وسلم) إن محمدا قد مات و الآخرون يرتبون أمور إنتقال السلطة في غيابك و فيما بعد سيقول معاوية حين جاء إلى المدينة موجها خطابه للهاشميين إن هذا الأمر (أمر الحكم) ليس لكم فيه باع فنحن أدرى و أولى به و ذلك أن عمر بن الخطاب أجل هذا الصراع حين بايع أبو بكر الصديق في سقيفة بن ساعدة فهو كان يعرف خطورة الأمر و ينبغي هنا ان نذكر بأمر هام جدا :إنه لا عمر و لا أبو بكر كانوا ينتمون إلى قبائل كبرى من قبائل قريش و ذلك ما ساعد على انتقال السلطة.
أردنا بإختصار أن نقول أن شخصية عمر شخصية قوية و لذلك كان يتخد قرارات شجاعة مثل تعطيل العمل بحد السرقة و إعادة النظر في توزيع أموال الغنائم و الخراج
ويبدو أن عمرا كانت له إختلافات مع النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من القضايا وكان النبي يغضب منه لشدة مؤاخدته لبعض مواقفه مثل ما حصل حين كان المسلمون يريدون فتح مكة و تراجع النبي وكان على مشارفها وهو الأمر الذي لم يستحسنه عمر بن الخطاب لكن الحدث الخطير بكل المقاييس والذي أغضب النبي وهو الحدث الذي ذكره كل الرواة هو حين ذهب عمر عند اليهود وطلب منهم نسخة من الثوراة لم يستسغ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف و جاء إلى عمر و سأله لماذا بحوزته الثوراة فأجابه عمر بأنه يريد أن يقرأها فما كان من النبي سوى أن قال له {لو كان اخي موسى حاضرا لآمن بي} ثم نودي على الصلاة الجامعة (وهي صلاة تقام إذا كان هناك خطب يهدد المسلمين بحيث يمكن اعتبار أن ما فعله عمر عد أمرا خطيرا) وفي تلك الصلاة الجامعة خطب النبي خطبته الشهيرة، حيث جاء فيها {أنتم حظي من الأمم و أنا حظكم من الأنبياء}
خلاصة :لأولئك الذين يقدسون بعض الفقهاء الذين إبتلينا بهم فهذا عمر بن الخطاب كان يجادل النبي في بعض مواقفه بل ان آرائه تنزل فيها آيات قرآنية ترجح سدادها و يبقى التساؤل لماذا أراد عمر قراءة الثوراة ثم ألم تكن هذه الحادثة سببا في نكبة يهود المدينة؟؟؟