يوم تحالف "بنفيران" لصّ الأرانب وحاكم "بيجيدستان" مع "ذبابستان" و"قردستان" لغزو "مغربستان"!!

يوم تحالف "بنفيران" لصّ الأرانب وحاكم "بيجيدستان" مع "ذبابستان" و"قردستان" لغزو "مغربستان"!! شعب "قردستان" شعب بئيس ومغلوب على أمره
كان يا مكان في سالف العصر والأوان شعب يعيش في الكهوف المظلمة في الأزمنة السحيقة، يسمى "بيجيدستان" يحكمه حاكم شره اسمه "بنفيران". 
شعب بيجيدستان عميان مثل حيوان الخلد يقتاتون على الصراصير وديدان الأرض، وكانوا راضين بحياة ظلمة الكهوف، قانعين، متسامحين، متفاهمين، يتناسلون في ما بينهم تحت الأرض، حتى أسسوا مستعمرة، ومن ضمن شروط هذه المستعمرة طاعة الحاكم والساحر "بنفيران"، ومن عصى له أمرا يطرد من مستعمرة "بيجيديستان" وينفى مكبلا إلى جزيرة "المارستان" الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. 
"بنفيران" يا سادة يا كرام أحكم قبضته على شعب "بيجيدستان" عبر الشعوذة والسحر، وكان له لسان حاد كالشّفرة، وأنياب كالإبرة، وقلب كالصخرة. 
"بنفيران" وحده من كان مسموحا له بالتجول بعيدا عن المستعمرة. يصعد إلى باطن الأرض، مستعملا جماجم شعب "قردستان" كأدراج وسلالم يتسلقها للوصول إلى باب سري بين الصخور يفتحه، للتسلل إلى مروج "مغربستان" وبساتينه الفيحاء. 
شعب "قردستان" شعب بئيس ومغلوب على أمره، يعملون كالعبيد في مستعمرة "بيجيدستان"، ويقومون بكل أعمال السخرة، ويقتاتون من بقايا موائد صراصير وديدان "بيجيدستان".
"بنفيران" ذهل بما رأته عيناه من نعيم. في البداية فتحهما بصعوبة، كان يرى أول مرة أشعة الشمس. تحامل على نفسه وبدأ يفتح حدقتي عينيه رويدا رويدا. ودهشته كان عظيمة حين رأى حيوانات "مغربستان" تغيش في أمن وأمان، الذئاب تلهو مع الحملان، والنسور تمرح مع الأرانب. أرنب ابتعد عن أمه وهو يلهو، رأى "بنفيران" متربصا بين الحشائش، اقترب منه بحسن نية، أصبحت المسافة بينهما على بعد قدم. ابتسم "بنفيران" ابتسامة صفراء. اطمأن الأرنب وهو يرد الابتسامة بدوره، نط فوق رأس "بنفيران" الذي لم ير أرنبا في حياته، سال لعابه، رائحة لحم الأرنب حركت شهيته للافتراس. خنق فم الأرنب وهرب بفريسته المخنوقة داخل المغارة..
لحم الأرنب كان شهيا..
تعوّد "بنفيران" على سرقة الأرانب، ثم ذاق لحم "الحملان"، فأدمن لحومها أيضا.
لاحظ شعب "بيجيدستان" الغياب المتكرر لبنفيران، اقتفوا أثره، صعدوا من السراديب وتسلقوا الجماحم، رأوا جلود الأرانب عند مدخل المغارة، وسرير "بنفيران" المصنوع من "عظام" الأكباش ووبر الماعز. خرجوا من الباب السري، افترسوا ما وجدوه أمامهم، استدعوا الكتائب من شعب "ذبابستان" لاحتلال "مغربستان"، عاثوا في الأرض فسادا واستولوا على ثرواتها وكنوزها، لكن حصة الأسد استولى عليها "بنفيران".. لصّ الملايين من الأرانب!!